فلسطين أون لاين

تقرير بعد 40 يومًا على الإغلاق.. فرحة عارمة بعودة المقدسيين إلى "الأقصى"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة/ مصطفى صبري:

بعد الساعة السابعة صباحًا من أمسِ أعيد فتح المسجد الأقصى أمام المصلين من خارج البلدة القديمة وسط فرحة عارمة عبَّر عنها المقدسيون بأشكال متعددة، فالحرمان كان قاسيًا كما يقولون.

الطفل علي فراح سجل مقطعًا مصورًا داخل المسجد عبَّر فيه عن سعادته بالوصول إلى الأقصى بعد انقطاع طويل، مشيرًا إلى أنه يأتي مع مجموعة من أقرانه لتعلم القرآن وتلقي دورات مختلفة.

وفي مشهد مؤثر أحضر أطفال القدس ألعابهم إلى ساحات الأقصى ليكون المسجد حاضنتهم، إلا أن شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة صادرت الألعاب من بين أيدي الأطفال.

أما المبعدة هنادي الحلواني والمبعدة عايدة الصيداوي فوقفتا قرب باب العمود تستقبلان زوار الأقصى.

وتقول الحلواني: "هذا الشهر الثاني من الإبعاد وجئت إلى هنا كي أساهم ولو بالقليل في الفرحة العارمة في أوساط المقدسيين، فالمسجد الأقصى الرئة التي نتنفس بها، فالإنسان دون رئة لا يستطيع أن يعيش، والاحتلال يعرف مكانة الأقصى للمقدسيين، لذا استغل جائحة كورونا لمنعنا من الدخول للمسجد الأقصى وسمح لقطعان المستوطنين باقتحامه".

في حين دعت المرابطة المقدسية خديجة خويص جموع المقدسيين ومن يستطيع الوصول إلى شد الرحال إلى الأقصى مع أول يوم يفتتح فيه المسجد.

وزار المسجد المحرر مالك بكيرات لأول مرة منذ 19 عامًا، بعد نحو شهر على تحرره إذ لم يستطِع زيارة الأقصى مباشرة فور خروجه من سجون الاحتلال في 29 ديسمبر 2020 بسبب إغلاقه لدواعي فيروس كورونا، كما تدعي سلطات الاحتلال.

ويقول والده المبعد عن "الأقصى" د. ناجح بكيرات: "إن زيارة مالك للمسجد هي رسالة وفاء من الحركة الأسيرة فرسائل إخوانه الأسرى له، الدعاء لهم من محراب المسجد الأقصى، وقد أفنى الأسرى أعمارهم في الأسرى من أجل المسرى، واليوم يقوم مالك بهذه المهمة العظيمة".

وقالت جارة المسجد الأقصى رائدة أبو صوي: "بعد 40 يومًا من الحرمان ننجح بالوصول إليه، فنفسياتنا كانت محطمة والأقصى مغلق، فهو على بعد أمتار منا، ولكن قيود الاحتلال العنصرية تمنعنا من الوصول إليه واليوم الفرحة كبيرة، ونتمنى ألا يغلق في قادم الأيام".

بدوره يقول المقدسي عزام زغير من منطقة باب حطة، إن الوفود القادمة للمسجد الأقصى يتكئون على أشواقهم ويحملون الحب على أكتافهم وينفضون مرارة البعد عن ظهورهم شيبًا وشبانًا، فهم يتوقون للقبلة الأولى.

وفي خطوة للتنغيص على المقبلين على المسجد الأقصى، احتجزت قوات الاحتلال بطاقات المقدسيين ونشرت قوات كبيرة في ساحاته في استعراض استفزازي.

رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري قال: "اليوم هو بمنزلة عيد للمقدسيين ولكل المسلمين، فالاحتلال أراد من جائحة كورونا الاستفراد بالمسجد الأقصى وإغلاقه، في حين ساحة البراق كانت على مدار الساعة تعج بقطعان المستوطنين".

وأضاف: "الاحتلال يعتمد على سياسة عزل المسجد الأقصى وتدمير البلدة القديمة والحياة فيها بذريعة عزلها بسبب فيروس كورونا، فهذه السياسة باتت مكشوفة للجميع، وأهداف الاحتلال يعلمها القاصي والداني، فسياسة الإغلاق والإبعاد مقدمات للاستفراد الكلي بالمقدسات والبلدة القديمة التي تعد الحاضنة للمسجد الأقصى، وحتى بعد افتتاحه، تعمدت شرطة الاحتلال على استهداف القادمين بعدة وسائل وإجراءات أمنية".