فلسطين أون لاين

الشابة الصيداوي.. قصفٌ إسرائيلي يقتل فرحة زواجها ويُقعدها عن الحركة

...
ظروف قاسية يعيشها الجرحى في غزة جراء نقص العلاج ومنع الاحتلال الإجلاء الطبي
النصيرات/ فاطمة العويني

لم تعش الشابة صباح الصيداوي سوى أربعة أشهر فقط كـ"عروس"، فلم تكد تفرح بزواجها حتى قلب صاروخ إسرائيلي حياتها رأسًا على عقب، وجعلها طريحة الفراش.

كانت صباح تقيم مع زوجها في خيمة بساحة مجمّع الشفاء الطبي، حين وقع قصف إسرائيلي بالقرب منهما، لتناثر شظايا الصاروخ وتخترق جسدها، فتُفقدها القدرة على الحركة.

وشكّل 19 أغسطس نقطة تحوّل مأساوية في حياة صباح، التي نزحت مع أسرتها من شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة. فقد اخترقت الشظايا ظهرها وقدميها، وتسبّبت بكسرٍ في عمودها الفقري، حتى إنها لم تعد قادرة على تحريك رقبتها.

وأعلن أطباء غزة عجزهم عن التعامل مع حالتها في ظل انهيار المنظومة الصحية، وقرروا تحويلها للعلاج بالخارج. إلا أن البطء الشديد في إجلاء الحالات، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر، يثير قلق صباح بشكل كبير.

تقول لـ"فلسطين أون لاين": "أخشى أن يطول الأمر وتتدهور حالتي الصحية. ما زال لدي إحساس خفيف بأطرافي، وهذا يعطيني أملاً بالتحسن إذا سافرت فورًا. كلما تأخر السفر يومًا، أخشى أن أفقد هذا الأمل".

وأمام منظومة طبية منهارة، تجد صباح نفسها اليوم في خيمة نزوح في مخيم النصيرات، لا تليق أبدًا بوضعها الصحي؛ فلا سرير تتمدد عليه، ولا كرسي متحرك يساعدها على التنقّل.

ويزيد الوضع المادي الصعب من معاناتها، في ظل غياب الخدمات الطبية المجانية في وزارة الصحة.

تقول صباح: "الصورة الطبية التي أحتاجها لمعرفة مكان الشظايا في جسمي تكلف 300 شيكل".

وتضيف: "أحتاج جلسات علاج طبيعي يوميًا، ومع صعوبة المواصلات وعدم وجود كرسي متحرك، أعجز عن الوصول لأي مؤسسة صحية. وحتى الجلسة داخل الخيمة تكلفني 70 شيكلًا يوميًا".

وباتت صباح، في ظل الظروف المادية القاسية لأسرتها وزوجها، طريحة الفراش، عاجزة تمامًا عن الحركة، تعيش على المسكنات، غير قادرة على القيام بمهام أسرتها أو الالتحاق بدراستها في الثانوية العامة.

وتتابع بحرقة: "خلال المنخفض الأخير غرقت الخيمة وغرق فراشي. أحضر أهلي اللوح الخشبي الذي يُنقل عليه الموتى من المسجد، ووضعوني عليه، لكنني غرقت أيضًا. نحن عاجزون عن حماية أنفسنا من المطر، فكيف يمكن أن نتحمّل تكاليف العلاج الباهظة!"

وتناشد الشابة صباح الصيداوي المؤسسات الصحية الدولية إجلاءها للعلاج في الخارج قبل فوات الأوان، كي تتمكن من استعادة حياتها والعودة إلى بيتها ودراستها.

المصدر / فلسطين أون لاين