كانت نتائج انتخابات مجلس الطلبة في جامعة الخليل غير متوقعة حيث حصلت كتلة حركة فتح على 30 مقعدا مقابل 11 مقعدا لكتلة حركة حماس، وكانت فرصة جيدة لمؤيدي نهج أوسلو للتفاخر بالالتفاف الجماهيري حول برنامجهم السياسي والطعن في حركة حماس والادعاء بأنه تم معاقبتها لاشتراكها في تمرير صفقة القرن وغير ذلك من التهم التي تجافي الحقائق وتخالف المنطق ولا تجد ما يدعمها على أرض الواقع.
بعد انتخابات الخليل جاءت النتائج مختلفة في انتخابات جامعة بيرزيت حيث تعادلت حركتا فتح وحماس وحصلت كل منها على 23 مقعدا، حركة فتح حافظت على مقاعدها التي حصلت عليها عام 2018، ولكن حركة حماس خسرت مقعدا واحدا لصالح القطب الديمقراطي، ومع ذلك خرج أنصار أوسلو للاحتفال بفوزهم الساحق على حركة حماس والتفاف الجماهير حول برنامجهم السياسي، وهذا يدل على غياب المنطق سواء في قراءة نتائج الانتخابات أو قراءة الواقع السياسي، فلا فتح فازت في بيرزيت ولا حماس شاركت بصفقة العصر، وإن كان هناك من يعتبر الأصوات الـ "68" _الفرق في الأصوات بين فتح وحماس _هي دليل فوز فنقول لهم إنها لا تضمن لصحابها أي مقعد ولكنها حسب قانون بيرزيت تعطي الحق لحركة فتح أن تبدأ في محاولة تشكيل المجلس فإن هي أخفقت تمنح الفرصة لحماس ثم لليسار، أي أن تلك الأصوات لا تعطيها الحق في تشكيل المجلس منفردة.
ما بين انتخابات الخليل وبيرزيت حدثت انتخابات عديدة، حيث لأول مرة خسرت حركة فتح نقابة الأطباء في الضفة الغربية، فلماذا نتمسك بانتخابات مجلس طلبة ثم نتجاهل إحدى أهم النقابات في الضفة الغربية؟ ثم كانت انتخابات جامعة القدس أبو ديس التي لم تشارك فيها حماس فكانت نسبة المشاركة أقل من 48%، فأين الالتفاف حول برنامج أوسلو بل أين اهتمام الطلبة في اثبات وجود قاعدة طلابية داعمة له؟
قلتها عام 2008 وأكررها: انتخابات الجامعات في فلسطين لم تعد مقياسا حقيقيا لشعبية الفصائل الفلسطينية، سواء حماس أو غيرها، ولا بد من وجود بيئة مناسبة للعمل الديمقراطي الحقيقي وذلك لا يكون إلا في ظل مصالحة وحكومة وحدة وطنية.