أكد د. عمر جعارة الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن العمليات الأخيرة في مخيم جباليا كانت مكلفة جدا ومذهلة للإسرائيليين، وهي تضغط على جيش الاحتلال من مجتمع المستوطنين.
وقال جعارة لـ"فلسطين أون لاين": عمليات طعن الجنود وارتداء الزي العسكري للجيش والتفجير وسط جنود الاحتلال يزيد هشاشة المجتمع الإسرائيلي.
وشدد على أن المجتمع الاسرائيلي لا يستطيع مقاومة مثل هذه العمليات مطلقا، منبها إلى أن هذه العمليات صاعدت الانتقادات الداخلية لنتنياهو، واتهموه بالهزيمة على اثره بفشله في غزة بعد المدة الطويلة من الحرب القاسية، هم يقولون لنتنياهو عندما تتحدث عن النصر في غزة فأنت تتحدث عن هراء.
3 قضايا
وأوضح أن المجتمع ضد نتنياهو في ثلاث قضايا: الأولى الاصلاح القضائي عادت للواجهة من جديد، ثاني القضايا الأسرى في غزة، ثالثها استحالة النصر على المقاومة في غزة بدليل عدم احرازه هذا الهدف حتى الأن.
ويتابع، كبار قادة الاحتلال العسكريين كغالانت وايهود باراك قالوا لنتنياهو أنت لم تنتصر، وزاد غالانت بقوله أخشى ان يصبح جهاز الشاباك مثل الشرطة أداة سياسية وليس أمنية.
وقال جعارة لا يوجد اسرائيلي لا يؤمن بأن (إسرائيل) عاجزة عن الانتصار على المقاومة، وهم يعدون جرائم جيشهم "فتك بالمدنيين".
ويرى أن الإسرائيليين يعزون هزيمة نتنياهو إلى أسباب عدة من بينها الفترة الزمنية الطويلة للحرب إذ عادة حروب (إسرائيل) قصيرة. ثاني الأسباب عدم القدرة على الوصول للأسرى، وثالثها عدم قدرة (إسرائيل) على الحصول على صفر صواريخ وأسلحة في غزة، رابعها لا يستطيع الوصول إلى المقاومة والدليل جباليا التي دخلها الجيش ٦ مرات وما زالت تقاتل وتفاجئ بقتالها.
وذكر أنه على مدار الصراع العربي الاسرائيلي منذ نشأة الكيان عام ١٩٤٨ لم تسجل مواصلة مقاومة في أي منطقة لأشهر متواصلة، سوى جباليا وهي تشكل الاستثناء في المقاومة المستمرة بتصاعدها وكفاءتها.
بقاء وصمود
ونبه جعارة إلى أن نتنياهو يريد انهاء فكرة البقاء والصمود لأي جيوب مقاومة لكنه يحصد الفشل، وهو الذي انتصر في أيام على جيوش نظامية بالمنطقة.
وشدد على أن المقاومة ستسقط نتنياهو آجلا أم عاجلا وفق تقديرات كثير من كبار المسؤولين الاسرائيليين حتى باراك يذهب الى أن نتنياهو يقود (إسرائيل) إلى خراب.
وأشار إلى أن الاسرائيليين يعزون صمود المقاومة الفلسطينية الى بعد ايدلوجي شديد، وبنى تنظيمية منضبطة.
وأكد أن الإسرائيلي لا يقبل الفلسطيني مفاوضا ولا مقاوما ولا يقبله مسالما أو مناضلا لأن النقيض الحقيقي هو وجود الفلسطيني على الأرض. عندهم مشكلة مع قرابة مليوني فلسطيني في ال٤٨، ومليونين وثلاثمائة ألف في غزة، وثلاثة ملايين ونصف مليون في الضفة، وهذه الكتلة السكانية لا يستطيع حلها بالإبادة كما يفعل في غزة الآن.