فلسطين أون لاين

تقرير مجزرة مواصي خان يونس... جثث متفحِّمة وأهوال من يوم القيامة عاشها النَّازحون

...
RC2IUBAZNER1-1734962069.webp
خان يونس/ محمد سليمان:

"رأيت أجسادهم تحترق ويجرون داخل خيامهم ولا أحد استطاع الاقتراب منهم لإطفاء النَّار بسبب شدَّة الحرارة "هذه الشَّهادة الَّتي رواها محمَّد ماضي، حول مجزرة المواصي الَّتي ارتكبها جيش الاحتلال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزَّة، بالمنطقة الَّتي زعم دائمًا أنَّها "آمنة".

يروى ماضي الَّذي استشهد أقاربه خلال تلك المجزرة، أنَّه عايش أهوال من يوم القيامة، حيث تفحَّمت جثث الشُّهداء، وبقت النَّار مشتعلةً بهم حتَّى استشهادهم، وسط ظلام حالك، في منطقة يعيش فيها النَّازحون داخل خيام مهترئة.

يقول ماضي لـ"فلسطين أون لاين": "قصفت طائرات الاحتلال مساء يوم الأحد خيام النازحين في منطقة المواصي التي نزحنا إليها بعد هروبنا من رفح والذي أعلن جيش الاحتلال أنها آمنة ودعا الناس بالذهاب إليها، لكن هي منطقة لقتلنا كالعصافير".

يصف ماضي ما حدث ليل الأحد بأنه يشبه كرة لهب مشتعلة ومتحركة، حيث اشتعلت النيران بالخيام وأجساد النازحين، ولم يستطيع أحد من الاقتراب منهم أو إنقاذهم والتخفيف عنهم، وتركوا حتى التقطوا أنفاسهم الأخيرة واستشهدوا.

وارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة بحق النازحين في المواصي، حيث أدى القصف الذي استهدف خيام النازحين، إلى استشهاد 11 نازح، وإصابة آخرين.

يوضح ماضي، أنَّ اثنين من أبناء عمه استشهدوا في القصف الإسرائيلي على الخيام، وآخرين أيضًا من جيرانهم في النزوح.

ومن منطقة المجزرة، يروى أحمد أبو ستة وأهو أحد أقارب الشهداء الذين استشهدوا نتيجة القصف الإسرائيلي لخيام النازحين، لـ"فلسطين أون لاين"، أهوال المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في المواصي.

يقول أبو ستة: "في المواصي ينام النازحون مبكرًا، بسبب حالة البرد الشديد وعدم توفر الكهرباء، وعند الساعة التاسعة والنصف مساءً، وقع انفجارًا بالقرب من خيمة نزوحنا، وخرجنا لنعرف ما حدث، وتفاجأت أن أقاربي قد اشتعلت بهم النيران".

ويشير المواطن أبو ستة، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة دموية بحق النازحين الأبرياء بمنطقة المواصي الذي زعم أنها "آمنة"، حيث كانت مشاهد استشهاد أقاربهم غاية في الصعوبة، كون لم ينجح أحد من إطفاء النار التي اشتعلت بأجسادهم.

مظاهر الخوف كانت ظاهرة على ملامح الشاب أبو ستة، خلال تشييع لجثامين أقاربه الشهداء بشار وهيثم إلى مثواهم الأخيرة.

يقول أبو ستة: "لم نجد جثة كاملة لأقاربي ولو لم نكن نعرف مكان وجودهم لحظة استهدافهم لم تعرفنا عليهم بعد استشهادهم، بسبب تشويه صواريخ الاحتلال لأجسادهم".


منطقة الموت 

تعد منطقة المواصي غرب خان يونس، مكان لقتل النازحين، وليس منطقة آمنة كما ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وروج للعالم أنه عنوان لتقديم "الخدمات الإنسانية.

ارتكب جيش الاحتلال عشرات المجازر في المواصي استشهد خلالها مئات المدنيين بينهم أطفاء ونساء، مع تدمير وحرق النازحين.

والمواصي منطقة رملية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، يعيش فيها نحو 1.7 مليون فلسطيني أجبرهم جيش الإسرائيلي على النزوح باتجاهها قسرا تحت ضغط النيران، إذ وصل إليها معظمهم إبان هجوم الاحتلال على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي أعلن عن بدئها في 6 مايو الماضي.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضي 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 58 شهيد و 86 إصابة حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة.

وأوضحت الوازرة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 45,317 شهيد و 107,713  إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.