قال الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن عام 2024 مثَّل مرحلة فارقة في استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى ومحيطه.
ووصف أبو دياب في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، عام 2024 بأنه "أحد أسوأ الأعوام" منذ بداية الاحتلال"، مبينًا أنه شهد تطورات خطيرة، كان أبرزها تحويل النظرة إلى المسجد الأقصى ليصبح في عيون الاحتلال وجماعات الهيكل "معبدًا"، مع مساعٍ حثيثة لتغيير الوضع الديني والقانوني القائم.
واوضح، أن الانتهاكات في المسجد الأقصى تصاعدت بشكل ملحوظ، وشملت أداء طقوس تلمودية غير مسبوقة مثل نفخ البوق وإدخال القرابين النباتية، فضلاً عن رفع علم الاحتلال داخل الباحات. كل هذه الممارسات تمت تحت حماية شرطة الاحتلال التي تغاضت عن انتهاكات المستوطنين وسهلت اقتحاماتهم.
مشاريع تهويدية خطيرة
وأكد الخبير المقدسي أن خطط الاحتلال لتهويد القدس قطعت شوطًا كبيرًا في 2024، مبينًا أنه تحت الأرض، توسعت الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى، وفوقها أُنشئت مشاريع تهويدية مثل متاحف توراتية وكنس، بينما حُولت القصور الأموية إلى ما يسمى "مرافق الهيكل"، ومنطقة عين سلوان إلى "مطاهر الهيكل". كما أقيم درج كهربائي يربط بين حارة الشرف (التي أصبحت حارة اليهود) وحائط البراق، إلى جانب جسر هوائي يصل منطقة الثوري بسلوان وباب المغاربة، مما سهل زيادة أعداد المقتحمين.
لم تقتصر التهويدات -وفق أبو دياب- على المسجد الأقصى، بل شملت محيطه، حيث دُمرت مقابر إسلامية مثل مقبرة اليوسفية، وتم تقليص عدد القبور في مقبرة باب الرحمة، في حين زادت القبور اليهودية الوهمية في المنطقة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت 390 منشأة فلسطينية في القدس هذا العام، في تصعيد لسياسة هدم المنازل والمنشآت بهدف طرد السكان وتقليص أعداد المقدسيين، مع انتقال الاحتلال إلى الهدم الجماعي لأحياء بأكملها لاستبدال سكانها الفلسطينيين بمستوطنين.
التصعيد تجاه عام الحسم
وحذر أبو دياب بأنه إذا استمر الوضع الحالي، فإن عام 2025 قد يشهد "عام الحسم"، حيث يعمل الاحتلال على فرض سيطرته الكاملة على القدس والأقصى.
وأشار الى أن المخطط التهويدي يستغل الدعم الأميركي المطلق لحكومة الاحتلال، ويهدف إلى تهويد المدينة بالكامل، مما قد يؤدي إلى تحول القدس إلى أغلبية استيطانية مع وجود فلسطيني محدود.
أرقام قياسية في الانتهاكات
وأكد أن عام 2024 سجل أرقامًا قياسية في اقتحامات المسجد الأقصى، حيث تجاوز عدد المقتحمين 65 ألفًا، مع تضاعف هذه الأرقام خلال الأعياد اليهودية والمناسبات التوراتية.
وقال: إن جماعات الهيكل وظفت هذه المناسبات لتحقيق مكاسب تهويدية إضافية، بدعم مباشر من وزراء حكومة الاحتلال مثل إيتمار بن غفير وسموتريتش.
حكومة متطرفة تسرع التهويد
وأشار إلى، أن حكومة الاحتلال، التي تضم نصف وزرائها منتمين لجماعات الهيكل المتطرفة، تعمل بوتيرة متسارعة لتغيير هوية القدس والأقصى.
وقال: استغلت هذه الحكومة الظروف الميدانية وانشغال المقاومة بعدوان غزة، مستفيدة من الإدارة الأميركية المتطرفة، لتحقيق خطوات متقدمة نحو تهويد المدينة والمقدسات الإسلامية.
أبو دياب شدد على أن القدس والمسجد الأقصى بحاجة ماسة إلى خطط واستراتيجيات واضحة لإنقاذهما من براثن التهويد.
وأكد أن التخاذل العربي والدولي يمنح الاحتلال فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاته. التحرك الفوري والجاد هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر المحدق قبل فوات الأوان.