لحظة فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية حين بدأت كتائب عز الدين القسام بتنفيذ طوفان الأقصى، واقتحام المستوطنات في غلاف غزة وما بعده، لن أتحدث عن تفاصيل ما جرى لأن العالم أجمع رأى بالصوت والصورة وما زال يتابع سير الطوفان ويترقب النتائج، وكل صورة منها تصلح لأن تكون "صورة نصر" وعز وفخار قدمته كتائب عز الدين القسام إلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية.
طوفان الأقصى هو آية من الآيات التي تنقل من كان عنده شك في تحرير فلسطين إلى اليقين، وتطمئن قلوب الموقنين بنصر الله وإمكانية إزالة الاحتلال الاسرائيلي عن كل شبر من فلسطين.
ما حدث من سيطرة لكتائب عز الدين القسام في لمح البصر على مستوطنات قطاع غزة وما تم من إثخان في العدو ومن تكثير لغلة الأسرى كان بالنسبة لي شخصيا سيناريو متوقعا، ولكن عندما حصل الأمر بعون الله ظننت أنني أعيش حلما جميلا، ولكن استغرق مني الأمر ساعات طويلة لأستوعب ما يحدث، وهذا ما شعر به غالبية الشعب الفلسطيني.
وأنا أكتب مقالي هذا يراودني الشعور بتركه للعودة إلى متابعة أخبار غزة وبطولاتها والاطمئنان على شعبنا فيها ولكن لا بد من إتمام المقال ولا بد من التأكيد على بعض الأمور.
حسب توقعاتي إن التخطيط للعملية بدأ قبل سنة على الأقل، وأعتقد أيضا أن كتائب عز الدين القسام لم تطلع أي فصيل على نيتها في تنفيذ مثل هذه العملية العسكرية الدقيقة والحساسة، ولذلك كانت العملية مفاجئة للجميع من فصائل وأنظمة عربية وأجهزة استخبارية وكل ما يخطر على البال، وأن التسريب الوحيد الذي صدر هو رقم " 1111" وتمت التغطية عليه بتفسيرات غير مقنعة، وحينها كتبت أن هذا الرقم مطابق للمساحة الأصلية لقطاع غزة، وقد يعني وجود نية لعمل شيء ما في تلك المنطقة، نعم لقد تذكرنا الرقم، ونشهد أن من قال صدق.
أمر آخر لا بد من الإشارة إليه هو أن كتائب عز الدين القسام هي التي أزالت الحدود الوهمية واقتحمت المستوطنات واشتبكت وقتلت وأسرت، ثم بعد ذلك لحق بها من لحق لمشاركتها في قتال المحتلين وأسرهم، وحتى من أجل أخذ الغنائم والتقاط الصور.. التتمة في مقال قادم إن شاء الله.