نفذت كتائب عز الدين القسام عملية قاسية جدًا ضد جيش الاحتلال في مخيم طولكرم وأسفرت عن جرح خمسة جنود جراح غالبيتهم خطيرة، وربما هلك منهم من هلك دون الإعلان من جانب المحتل الإسرائيلي، والعبرة ليست في عدد القتلى أو الجرحى فقط وإنما في قوة رد المقاومة والحضور القوي لكتائب القسام وتدفعيها جيش الاحتلال ثمنًا باهظًا، وإثبات أن المقاومة في تصاعد وكل ما يدعيه المحتل من قدرة على استعادة السيطرة على الضفة ومقاومتها مجرد أكاذيب.
الانتصار لا يكون بتدنيس المقدسات واستفزاز المسلمين والصلاة الكاذبة التي يؤديها المتطرف بن غفير في الأقصى، بل يكون بإيقاع قوات النخبة في كمين محكم كما فعلت كتائب القسام بجيش الاحتلال في طولكرم، ما يفعله إيتمار بن غفير في القدس يدفع ثمنه جنود الاحتلال في طولكرم وجنين ونابلس وحوارة وبقية مناطق الضفة الغربية، عربدة المستوطنين في الضفة الغربية والقدس باتت مكلفة للغاية ولن يطول بقاؤهم فيها، العمليات الفدائية لا تتوقف ولن تتوقف والمقاومة تعهدت بالمضي قدمًا حتى طرد آخر مستوطن في الضفة الغربية استعدادًا لمرحلة التحرير الكامل.
اقرأ أيضًا: تكتيك المقاومة بالضفة، غيّر معادلات الاشتباك.
اقرأ أيضًا: المقاومة تعيد للقضية اعتبارها
بالأمس قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس: "سيرسم شعبنا بالبندقية خط نهاية الاحتلال وعربدة المستوطنين، وتتحقق لشعبنا أمانيه بالحرية والعودة رغم أنوف المحتلين وحكومتهم الإرهابية"، وشعبنا يثق بأن حماس لا تتحدث من فراغ ووعودها صادقة ونافذة بعد مشيئة الله عز وجل. قلتها سابقًا وأكررها الآن: فصائل المقاومة في غزة بقيادة كتائب القسام نجحت في تحقيق هدفها الرامي الى استنهاض المقاومة في الضفة الغربية، نجحت في تحقيق الهدف نجاحًا لا يختلف عليه اثنان، أهم أسباب نجاحها على الإطلاق هو انتصارها في عدة معارك لا سيما الانتصار في معركة سيف القدس، حيث أيقن الشعب الفلسطيني بأن لديه قوة قادرة على ردع الاحتلال بعد التوكل على الله.
ومنذ ذلك الوقت رأينا كيف تصاعدت المقاومة في الضفة الغربية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن. يتساءل بعضهم أنه رغم العمليات الفدائية هناك إصرار من المستوطنين على ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين والمقدسات الاسلامية، وهذا صحيح حيث تستفز العمليات الفدائية الفلسطينية أكثر المستوطنين تطرفًا وتدفعهم شدة الوجع والألم إلى ارتكاب المزيد من الجرائم، ولكن غالبية المستوطنين باتوا يخشون الخروج من مستوطناتها وربما هناك من غادر مستوطنة ورحل إلى الداخل المحتل أو حتى إلى الخارج، واستمرار العمليات وتصاعدها في الضفة الغربية قد يجعل هذا العام هو الأخير الذي يحتفل فيه المستوطنون بأعيادهم بهذه الطريقة في الضفة الغربية والقدس والله أعلم.