فلسطين أون لاين

"الخطوة الأولى ستكون إزالة ركام المباني المدمرة"

خاص عمرو عارف.. مهندس مصري وجد "الكثير من الحب" في غزة

...
غزة- ريما عبد القادر:

لم يتردد المهندس المصري عمرو عارف مدير مشروعات مصر سيناء لحظة واحدة حينما كُلف بمهمة العمل لإزالة ركام المباني المهدمة جراء العدوان على غزة، ما دفعه ليجهز نفسه سريعًا للانطلاق مع وفد من بلاده إلى هذه المهمة الإنسانية، وكان كلما تقدم خطوة باتجاه معبر رفح ازداد قلبه خفقانًا إذ يقربه ذلك أكثر من القطاع الذي سمع عنه الكثير، لكنه يبصر نوره أول مرة في حياته.

ترحيب نطقت به وجوه أهالي غزة، في استقبال المهندس عارف، وكان ذلك باعثًا على الراحة لأعضاء الوفد، وكفيلًا بأن يشعرهم بالأمان وأنهم لم يغادروا أهلهم، منذ اللحظة الأولى لدخولهم الصالة الفلسطينية من معبر رفح البري الحدودي بين القطاع ومصر.

خوف زوجته وأطفاله عليه من القدوم لغزة خاصة بعد العدوان، والقلق الذي كان يراوده بعض الشيء سرعان ما تبخرا، بمجرد أن وصل إلى القطاع الذي استقبلهم بالحب الكبير، إذ تزين بالعلم المصري الذي جاور العلم الفلسطيني.

ويقول المهندس عارف وهو يباشر عمله في متابعة إزالة الركام من المؤسسات المهدمة ومن وزارة التنمية الاجتماعية وبرج الشروق بمدينة غزة: "حينما علمت بهذه المهمة انتابني شعور بالرغبة في المجيء إلى غزة، والمساعدة في إزالة آثار الدمار جراء الحرب، حتى نستكمل الخطوات التالية في الإعمار حسب التوجيهات المنوطة بذلك".

ويتابع حديثه مع مراسلة صحيفة "فلسطين"، بعد أن ارتدى سترة العمل البرتقالية ووضع الخوذة البيضاء على رأسه: "في بداية الأمر كان هنالك قلق لدى عائلتي وخوف علي، خاصة أن غزة قد شهدت حربًا؛ فكانوا يخشون أن يحدث لي شيء، ولا شك كنت أشعر ببعض القلق من حيث الأمن والأمان؛ لكن حينما وصلت إلى غزة ورأيت معاملة أهلها وترحيبهم أكد ذلك لي أننا شعب واحد ومرحب بنا ومرحب بمبادرة الدولة المصرية لإزالة الركام".

ويوضح أن استقبال أهالي غزة -خاصة الأطفال- لهم بكل حب يؤكد صدق مشاعرهم الجميلة في استقبال الوفد المصري.

ويلفت المهندس عارف في حديثه إلى أن حفاوة الاستقبال من أهالي غزة لهم جعلتهم يشعرون بأنهم داخل بلدهم.

ولم يستطع أن يخفي مشاعره الإنسانية كلما نظر إلى الأماكن المهدمة ووجد الركام، وتأثره بمعاناة القطاع من قطع الكهرباء والبيوت المهدمة، إذ يصف ذلك بأنه "حاجة صعبة على الإنسان"، خاصة حينما رأى الأبراج المهدمة.

ويشير إلى أن الوفد يتكون من 20 مهندسًا، و20 مشرفًا على التنفيذ والعمالة، وأُحضرت 51 آلية لإزالة الركام.

ويذكر أن الخطوة الأولى من آلية العمل ستكون إزالة ركام المباني المدمرة، مضيفًا: "وبعد الانتهاء من هذه المهمة ننتظر التوجيهات التي تتبعها؛ لنقوم بالخطوة التالية".