يحتضن قطاع غزة المحاصر، من أقصى شماله إلى جنوبه، سبعة مشاريع إستراتيجية كبرى في مجال تحلية مياه البحر، وتجميع مياه الأمطار، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والتخلص من النفايات، تقدر قيمتها الإجمالية نحو مليار و300 ألف دولار.
والمشاريع السبعة التي زارت صحيفة "فلسطين" غالبيتها برفقة مؤسسات إعلامية بدعوة من مكتب الإعلام الحكومي ووزارة الحكم المحلي، هي محطة التحلية المركزية لمياه البحر في دير البلح، ومحطة تحلية مياه البحر في السودانية، وبركة تجميع مياه الأمطار في حي الأمل غرب خان يونس، ومحطة المعالجة المركزية لمياه الصرف الصحي شرق البريج، ومحطة خان يونس لمعالجة المياه العادمة، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي في شمال قطاع غزة، ومكب النفايات في صوفا جنوب شرق القطاع.
تحلية مياه البحر
وتعد محطة التحلية المركزية لمياه البحر في دير البلح واحدة من المشاريع الإستراتيجية، إذ إن ميزانية المشروع (704 ملايين و880 ألف دولار) بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وبين م. زهدي الغريز المدير العام للمشاريع في وزارة الحكم المحلي أن المرحلة الأولى ستعمل على إنتاج (55) مليون كوب سنويًّا، إضافة إلى الأعمال الملحقة، وعلى رأسها الخط القطري الناقل الذي سيربط شمال القطاع وجنوبه بمحطة التحلية مترافقًا مع تطوير وإقامة خزانات وشبكات مياه تسهم في تحسين إدارة وتقليل الفاقد.
وأضاف الغريز لصحيفة "فلسطين" أن المرحلة الثانية ستشمل محطة توليد للطاقة الكهربائية من خلال طاقة الرياح (4) ميجاواط وخلايا شمسية (2) ميجاواط إضافة إلى مولدات الديزل وذلك ضمن مساحة الموقع إضافة إلى موقع خارجي لتوليد الطاقة من الخلايا الشمسية بقدرة (22) ميجاواط.
وأوضح أن قدرة محطة التحلية (55) مليون كوب سنويًّا، المرحلة الأولى (2017-2020)، مشيرًا إلى أن هذا الجزء يتكون من خط ناقل رئيس بطول (42 كم) كما يمتد من بيت حانون شمالًا وحتى رفح جنوبًا مضافًا عليه موقع للمضخة الرئيسة إضافة إلى (5) مواقع للمضخات الفرعية، وتشمل الأعمال (20) موقعًا لخزانات الخلط بقدرة استيعابية (170) ألف كوب شبكات توزيع رئيسة تربط بين الخزانات وبين الآبار إضافة إلى شبكات التوزيع الفرعية.
ومن المشاريع أيضًا محطة تحلية السودانية، ميزانية المشروع (7.8) ملايين دولار، والجهة الممولة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وأوضح الغريز أنه تم إنشاء المشروع بهدف تحلية مياه البحر على اعتباره أحد الحلول البديلة قصيرة الأمد باستخدام تقنية بالاعتماد على آبار شاطئية لسحب المياه، مشيرًا إلى أن المحطة تخدم محافظة غزة، وتقع في نفوذ بلدية جباليا، وتصل قدرة المحطة إلى 10 آلاف متر مكعب يوميًا.
معالجة الصرف الصحي
كما تحدث الغريز عن محطة المعالجة المركزية شرق البريج والتي تقدر ميزانية مشروعها بـ(101 مليون و737 ألف دولار) بتمويل من بنك الائتمان الألماني لإعادة التنمية.
وقال: إن المشروع أنجزت مرحلته الأولى بإنشاء محطة المعالجة التي ستكون قادرة على معالجة (60) ألف متر مكعب من المياه العادمة بقيمة إجمالية حوالي (40) مليون يورو إضافة إلى حوالي (20) مليون يورو لاستكمال المشاريع المكملة للمحطة من خطوط ضغط وخطوط بالميول الطبيعية ومحطة الضخ المركزية لتجميع المياه من المحافظة الوسطى ومحافظة غزة.
وأضاف الغريز: "في عام 2025 سيتم البدء في المرحلة الثانية من المشروع بتوسعة المحطة لتصل إلى (120) ألف متر مكعب في اليوم، بحيث يتم مع إنجاز المرحلة الثانية نقل ومعالجة كل مياه الصرف الصحي من غزة في المحطة المركزية والبدء في إغلاق محطة الشيخ عجلين، أيضًا يتضمن المشروع إنشاء خلايا شمسية بقدرة 2 ميغاواط لتغذية الخطوط وربط محطات ضخ مياه الصرف الصحي المحاذية لوادي غزة بشبكة الطاقة الكهربائية الخاصة بمحطة المعالجة المركزية شرق البريج".
وتابع، أن محطة خان يونس لمعالجة المياه العادمة، الممولة بميزانية (58) مليون دولار، من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والبنك الإسلامية للتنمية، والحكومة اليابانية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ستقوم بمعالجة متقدمة لكميات المياه العادمة التي تصل إليها يوميًا من خان يونس، ومن ثم تعقيمها بما يضمن إعادة استخدامها بشكل آمن بعد ترشيحها إلى الخزان الجوفي عبر أحواض الترشيح الخاصة بالمحطة.
وقال الغرير إنه تم البدء في تشغيل المحطة في نوفمبر 2019 بحيث تغطي المحطة (58%) من مساحة مدينة خان يونس، ستستخدم المرحلة الأولى التي تم إنشاؤها بسعة (26.600) متر مكعب يوميًّا ما يزيد على (217) ألف نسمة، ستصل سعة المحطة في المرحلة الثانية إلى (44900) متر مكعب يوميًا لخدمة معظم سكان المحافظة.
وأضاف أنه أخذ في الحسبان استدامة المحطة لضمان كفاءة واستمرارية عملها من خلال محطة الطاقة الشمسية المزمع تنفيذها في الفترة المقبلة بقدرة (7) ميجاواط لتزويد محطة المعالجة بالكهرباء اللازمة لتشغيلها، ما سيساهم في خفض التكلفة التشغيلية بنسبة (50%) سيتم تنفيذ محطة الطاقة على مراحل بقدرة (1.4) ميجاواط للمرحلة الأولى عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من الحكومة النرويجية.
وفي السياق، فإن محطة معالجة مياه الصرف الصحي في شمال غزة، واحدة من المشاريع المهمة، إذ إن ميزانية المشروع (115) مليون دولار أمريكي بتمويل من البنك الدولي، ووكالة التنمية الفرنسية الاتحاد الأوروبي.
ويهدف المشروع حسب الغريز إلى تحسين وضع الصرف الصحي في شمال قطاع غزة وتقليل المخاطر البيئة والاجتماعية الناتجة عن المياه العامة إضافة إلى تقليل من مخاطر الأحواض العشوائية وسيساهم بشكل كبير في تخفيف العجز في الخزان الجوفي وكذلك سيساهم في تحسين الوضع الاقتصادي.
وتقع المحطة شمال شرق مدينة غزة، (200) متر عن الحدود الشرقية لقطاع غزة على مساحة أرض تبلغ (100) دونم ويستفيد من المشروع محافظة الشمال: جباليا وبيت لاهيا وأم النصر، بعدد إجمالي (35) ألف نسمة، وتعمل المحطة بقدرة استيعابية (35600) متر مكعب يوميًّا.
كما توجه الوفد الصحفي إلى مشروع توسعة مكب نفايات صوفا، جنوب القطاع، فميزانية المشروع (40) مليون دولار، بتمويل من البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية، وتبلغ مساحة المكب (26) دونمًا وعمقه تحت سطح الأرض (15) مترًا تقريبًا.
وأوضح الغريز أن مساحة الأرض تبلغ لمشروع إنشاء مكب صوفا الجديد للنقابات الصلبة حوالي (235) دونمًا، ويتم الآن إنشاء المرحلة الأولى على مساحة (140) دونمًا تشمل خلايا استقبال النفايات وبرك العصارة ومياه الأمطار وورشة الصيانة والمبنى الإداري.
وأشار إلى أنه ينتفع من مكب النفايات الصحي الجديد محافظات الوسطى والجنوب إذ سيُستوعب حوالي (مليوني) متر مكعب يوميًا من النفايات في مكب نفايات الفخاري الصحي الجديد، وذلك في المرحلة الأولى والتي تكفي لاستقبال النفايات لمدة (9) سنوات، مبينًا أن مساحة المكب الكلية 235 ألف متر مربع، والمساحة المخصصة لخلايا الطمر (85) ألف متر مكعب، مساحة حوض تجميع العصارة (4525) متر مربع، ومساحة حوض تجميع مياه الأمطار (15.500) متر مربع.
مياه الأمطار
أما بركة تجميع مياه الأمطار في حي الأمل بخان يونس، فإن ميزانية المشروع (3.5) مليون دولار الجهة الممولة الصندوق السعودي للتنمية، البنك الإسلامي للتنمية، والهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين.
وقال الغريز: إن مشروع حوض ترشيح مياه الأمطار الواقع في حي الأمل على مساحة بمساحة (20) دونمًا، ويتكون من حوض خرساني لإزالة الرمال المنحرفة من خلال شبكات تصريب الأمطار والرواسب العالقة فيها وكذلك قناة (صندوق خرساني) داخل الحوض بطول (200) متر لنقل مياه الأمطار من حوض إزالة الرمال إلى الآخر الخاص بإزالة الطمي والطين الناعم.
واشتمل المشروع حسب الغريز على إنشاء عدد من المرافق الخدماتية والتي تشمل غرف الكهرباء والمولدات والحراسات وتوفير المساحات الخضراء والطبيعية في محيط الحوض وزراعة الأشجار.