فلسطين أون لاين

​معبر رفح.. أزمة حواسيب ومعاناة متجددة للمسافرين

...
مواطنون أثناء انتظار دورهم في السفر عبر معبر رفح - تصوير / ياسر فتحي
رفح - ربيع أبو نقيرة

شهد المعبر في اليوم الأول من فتحه استثنائيا بطئا شديدا في العمل، وتوقَّف لساعات طويلة، ففي حين فتحت البوابة المصرية الساعة التاسعة والنصف صباحا، غادرت الحافلة الأولى والتي تحمل مسافرين يحملون جوازات مصرية بعد ساعة من فتحه.

ومنذ تلك اللحظة حتى ساعات المساء، أبلَغ المسئولون في الجانب المصري، المسئولين في الجانب الفلسطيني عن توقف شبكة الاتصالات والحواسيب المصرية، الأمر الذي عرقل عملية السفر وزاد معاناة المسافرين.

وأعلنت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري استثنائيا لمدة ثلاثة أيام في كلا الاتجاهين، من السبت حتى الاثنين، مطلع الأسبوع الجاري، بعد إغلاق دام 37 يوما، لآخر مرة تم فيها فتح المعبر.

وبالتوازي مع معاناة المسافرين المغادرين للقطاع، يكابد العائدون إليه أشد المعاناة، خاصة على حواجز الجيش المصري في ظل ما يتعرضون له من تفتيش دقيق، خصوصا على كمين "الريسة"، كما أن عددا من المسافرين باتوا ليلتهم على حواجز الجيش المصري في ظل البرد القارس.

ذلك الأمر، أكده (ح.ج) (35 عاما) والذي وصل إلى صالة معبر رفح، بعد رحلة علاج تضمنت زراعة مفصل في منطقة الحوض ورعاية طبية.

وأوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه رغم تحركه في سيارة إسعاف من القاهرة حتى معبر رفح، فقد تعرض للتفتيش على حاجز الريسة وتمت مصادرة بعض من أغراضه، والتي كان منها ألعاب جلبها لإسعاد أطفاله.

معاناة متكررة

بدوره، أعرب ناهض عاشور (50عاما) والذي يحمل جنسية أردنية، عن تخوفه من تكرار فصول معاناته في معبر رفح التي عايشها خلال مجيئه لزيارة أهله في القطاع، أثناء سفره إلى الأردن والذي تعثر على مدار أربعة أشهر.

وأوضح عاشور في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن زوجته وأبناءه في الأردن ينتظرون قدومه كونه المعيل الوحيد لهم، مشيرا إلى أنه يجب إنهاء معاناة سكان القطاع خصوصا المرضى والطلبة وكبار السن.

أما رهام أبو سليم (29عاما) من مدينة دير البلح، فأوضحت في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن سفرها إلى السويد حيث خطيبها الذي ينتظرها لإتمام زواجهما، منذ سنة وسبعة أشهر متعثر.

وتمنت إضفاء السهولة واليسر على ملف معبر رفح، لإنهاء معاناة الفتيات مثلها، وغيرها من الطلبة والمرضى، قائلة: "نأمل تحسين عملية السفر وفتح المعبر لمدة أطول".

بدوره، أشار جهاد محمد الهبيل (42عاما) إلى أن الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة، أنهكته، خاصة أنه لم يحصل على وظيفة في تخصصه الهندسة الميكانيكية.

وأوضح الهبيل في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن فتح المعبر لمدة ثلاثة أيام لا يكفي حاجة المواطنين، مطالبا الجانب المصري بضرورة فتح معبر رفح على الدوام.

حالة عابرة

وفي السياق، تمنى مدير معبر رفح البري هشام عدوان في حديثه لصحيفة "فلسطين"، سفر أكبر عدد من المواطنين المسجلين على كشوف الهيئة العامة للمعابر والحدود، موضحا أن إغلاق المعبر لفترات طويلة يؤدي إلى تراكم أعداد المسافرين الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم أزمة السفر التي يعيشها سكان القطاع.

وقال عدوان: إن "إطالة مدة إغلاق المعبر في المرة الأخيرة عزاها الأشقاء المصريون للحالة الأمنية في سيناء والاحتفالات بثورة 25 يناير .. نقدر الحالة الأمنية في شبه جزيرة سيناء، لكننا لا نريد أن تطغى الحالة الأمنية على الحالة الإنسانية في قطاع غزة"، متمنيا ترجمة اللقاءات الأخيرة التي جرت بين الفصائل ومسئولين مصريين، لواقع إيجابي نلمسه في قادم الأيام بملف معبر رفح البري.

ولفت إلى أن توقف الشبكة في الجانب المصري يؤثر على حركة السفر ويبطئ العمل، لكنه طمأن المواطنين بأن الأمر مجرد حالة عابرة، ولا سيما أن شبكة الاتصالات الأرضية تتوقف والخلوية كذلك.

وطالب السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر، ومراعاة الحالة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، قائلا: "لا نريد القول عن معبر رفح إنه يفصل بين فلسطين ومصر، بل نريده جسرا للتواصل بين البلدين".