فلسطين أون لاين

لماذا يستهدف الاحتلال حائط البراق؟

...
القدس المحتلة-غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

لم يكن حادث سقوط أحد حجارة حائط البراق، الذي يشكل قسمًا من السور الغربي للمسجد الأقصى، في 23 يوليو/تموز الماضي، إلا مؤشرًا على استمرار مسلسل استهداف الاحتلال لسور الأقصى وتحديدًا هذا الحائط.

وعقب حادث سقوط الحجر الذي يقدر وزنه بما يزيد على 100 كيلوغرام، منع الاحتلال مختصي ومهندسي دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس من الدخول للموقع للتحقق وفحص ما يجري، ما أثار مخاوف الدائرة من أن تتبعه انهيارات أخرى على وقع تزايد عمليات الحفر والتهويد أسفل سور المدينة.

وتعزز الاستهداف الاحتلالي المباشر لحائط البراق في1967 م بعد الاستيلاء الكامل على مدينة القدس، ولكن تاريخ محاولات اليهود في الاستيلاء على الحائط تعود للنصف الأول من القرن التاسع عشر عندما زعموا أن حائطًا يحوي في أسفله حجارة متبقية ممّا يسمى "الهيكل" المزعوم.

وفي عهد الانتداب البريطاني زادت زيارات اليهود للحائط جلبوا أبواقهم وحاولوا تحويل المكان إلى ما يشبه الكنيس اليهودي حتى شعر المسلمون بخطرهم فوقعت ثورة البراق بأغسطس/آب 1929، عقب انطلاق اليهود بمسيرة حاشدة نحو حائط البراق وهم يصيحون "الحائط لنا"، وينشدون نشيد الحركة الصهيونية.

مدير مشروعات لجنة الإعمار بالمسجد الأقصى بسام الحلاق أوضح أن الاستهداف الاحتلالي لحائط البراق انطلق بشكل تدريجي منذ ما قبل نكبة 1948 وخلال الاحتلال البريطاني لفلسطين إلى أن وصل ذروته بعد احتلال كامل مدينة القدس، مبينًا أن مطامع الاحتلال الإسرائيلي بحائط البراق مرتبطة بمزاعم دينية يهودية ثبت بطلانها بالحجة والمنطق بالمطلق.

وبين الحلاق لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال عمد إلى هدم حي المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى بما فيه من مدارس وآثار وبيوت علم، ثم نسف المنازل التي كانت تحيط بالجدار، قبل أن يحول ساحة حي المغاربة المدمر إلى مكان لأداء الطقوس المزعومة قرب حائط البراق.

وأشار الحلاق إلى أن الاحتلال جعل من الساحة المقابلة للحائط مباشرة بمثابة منطلق أساسي لحفرياته التهويدية تحت أساسات الأقصى، ومن أبرزها نفق "حشمونائيم" الذي يبدأ من الساحة حتى باب الغوانمة في الجهة الغربية الشمالية من الأقصى، فضلًا عن أنفاق أخرى تتشعب أسفل منازل المقدسيين في حي سلوان.

وحول أسباب استهدف الاحتلال لحائط البراق يقول المختص بالدراسات التاريخية للمسجد الأقصى محمد العمري: "يعمل الاحتلال منذ احتلاله القدس على إيجاد قدم راسخة عند أقرب نقطة للمسجد القبلي كونه موضع استهدافهم الأساسي ومحور مزاعمهم الباطلة،ومن هنا تبرز أهمية استهداف حائط البراق الملاصق للأقصى".

وأضاف العمري: "يريد الاحتلال أن يروض العالم العربي والإسلامي لأي استهداف مستقبلي للمسجد الأقصى، فإن سكت عن استهداف حائط البراق رغم أهميته الإسلامية والتاريخية، فمن المتوقع أن يصمت كذلك عن استهدف قبة الصخرة أو المسجد القبلي بالتهويد أو إجراءات عنصرية كالتقسيم المكاني والزماني".

وخلص العمري إلى أن الاحتلال يواصل ليله بنهاره في سبيل تزوير معالم مدينة القدس، وفي سبيل ذلك يحاول سرقة بعض حجارة حائط البراق، مثلما حصل قبل قرابة الشهر، ثم استبدالها بحجارة تحمل رموزًا يهودية مزعومة، وذلك بهدف تشويه الحقائق وتهويد أبرز معالم الأقصى.