فلسطين أون لاين

​"حائط البراق".. إرث إسلامي ورمز تاريخي لدى المسلمين

...
غزة/ نور الدين صالح:

غزة/ نور الدين صالح:

يُعد حائط البراق من أهم المعالم الدينية والتاريخية التي يضمها المسجد الأقصى المبارك، مما يُكسبه ذلك رمزية وأهمية دينية عند المسلمين، في مختلف بلدان العالم.

ويمثل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى الشريف، ويمتد من جهة الجنوب من باب المغاربة باتجاه الشمال إلى المدرسة التنكزية التي حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى كنيس ومقرات شرطة، ويبلغ طوله نحو خمسين متراً وارتفاعه نحو عشرين متراً.

يذكر هنا أن حائط البراق ظل منذ الفتح الإسلامي وقفاً إسلامياً، وهو حق خالص للمسلمين وليس فيه أي حجر يعود إلى عهد الملك سليمان كما يدعي اليهود.

يقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن الحائط يحظى بمكانة دينية هامة لدى المسلمين كافة، كونه جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح الكسواني لصحيفة "فلسطين"، أن الحائط أخذ تسميته من ربط النبي صلى الله عليه وسلم دابته ليلة الإسراء والمعراج به، بالإضافة إلى جميع الأنبياء الذين أتوا إليه وربطوا دابة البراق فيه.

فيما تكمن الأهمية الدينية للحائط، بحسب الكسواني، أنه جزء من الأقصى ويستمد قدسيته منه، مضيفاً "الله وضع البركة في الأقصى والتي تشمل البراق وجميع الأبنية الموجودة بداخله من مصاطب وغيرها".

ويُشير إلى أن الصلاة في الأقصى ليس كغيرها في أي مسجد، سيّما أنها تُعادل 500 صلاة، فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.

ولفت الكسواني، إلى أن حائط البراق يتعرض لاعتداء شبه يومي من المستوطنين واليهود بدعم من حكومة نتنياهو المتطرفة بزعم أنه حائط الهيكل المزعوم، معتبراً الاعتداء عليه بأنه اعتداء على المسجد الأقصى بأكمله.

وأكد أن الأقصى بما فيه حائط البراق يتعرض لهجمة شرسة من حكومة الاحتلال، التي تستغل حالة الترهل العربي والإسلامي، مُطالباً الدول العربية والإسلامية بأن تتخذ خطوات جادة لإدانة (اسرائيل) على ارتكاب جرائمها في الأقصى وتهويده.

بدوره، أكد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس، أن حائط البراق له أهمية كبيرة، سيّما أنه أحد أطماع الاحتلال الاسرائيلي في المسجد الأقصى.

وقال الدبس لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال يحاول بشتى الوسائل للاستيلاء على الحائط، لذلك يسعون لأداء الصلاة، وأطلقوا عليه "حائط المبكى".

وأشار إلى وجود نزاع بين الاحتلال والمسلمين على حائط البراق منذ عام 1967، الأمر الذي يدلل على مدى أهميته لدى المسلمين، لافتاً إلى أن الحائط يضم مسجد البراق.

وبيّن أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول الاستيلاء على حائط البراق وبسط سيطرته المُطلقة عليه، من أجل إقامة ما يُسمى بهيكل سليمان.

في سياق آخر، ذكر الدبس، أن اعتراف اليونسكو بأن حائط البراق إسلامي وليس كما يدعي الاحتلال بالهيكل المزعوم، أثار غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مما جعله يُكرس النشاط الاستيطاني بداخله.

وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" المؤلفة من 21 دولة، تبنت قراراً جديداً يتعلق بالقدس المحتلة، بتثبيت تسمية المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، كمترادفين لمعنى واحد، وهو ما لقي ترحيب مجلس أوقاف القدس.

ويرفض القرار الجديد إطلاق مصطلح "الهيكل المزعوم" على حائط "البراق" في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة.

في الأثناء، أفاد الدبس، بأن دائرة الأوقاف شكّلت لجنة طوارئ مكونة من مدير عام الأوقاف الشيخ عزام الخطيب، والشيخ يوسف أبو سنينة أمام الأقصى، لمتابعة شؤون المسجد الأقصى بما فيه حائط البراق.

وبيّن أن وزارته، تحاول بقدر المستطاع ووفق الإمكانيات المُتاحة لديها، المحافظة على المقدسات الإسلامية، بما فيها الأقصى وحائط البراق، رغم الصعوبات والمخاطر التي تواجهها، في ظل استمرار هجمات الاحتلال عليه في الآونة الأخيرة.

وطالب الدبس، بضرورة الضغط على الاحتلال لوقف تدخله وجرائمه في المسجد الأقصى، والتي زادت حدتها عقب اعتراف اليونسكو بإسلامية حائط البراق، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعطي الضوء الاخضر لحكومة الاحتلال بتغيير معالم القدس.