فلسطين أون لاين

​الحفريات تتغلغل.. سقوط صخرة من الجدار الغربي للأقصى دليل

...
القدس المحتلة- غزة/ يحيى اليعقوبي:

يدل سقوط صخرة من الجدار الغربي للمسجد الأقصى في 23 تموز (يوليو) 2018م على المخاطر التي تحدق به، في ظل منع الاحتلال الترميم في هذه المنطقة، منذ سنوات طويلة، وهو ما يشير إلى أن هذه الحادثة متعمدة.

وحائط البراق هو جزء من السور الغربي للأقصى.

وأكدت ورقة معلومات عن حادثة سقوط الصخرة أصدرتها مؤسسة القدس الدولية أن منع ترميم السور تسبب في تقليل قدرته على الاحتمال، وقد زادت الأحمال "عمليات التعرية"، وجاءت حفرية جمعية "إلعاد" الاستيطانية لتشكل السبب المباشر لانهيار الصخرة، وسياسيًّا يمهد إسقاطها لإقحام بلدية الاحتلال نفسها في الإشراف على الترميم، وهو ما يخالف الوضع القائم منذ إكمال استيلاء الاحتلال على مدينة القدس سنة 1967م، ويخالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم (271) لعام 1969م، الذي جعل ترميم المسجد الأقصى مسؤولية الأوقاف الإسلامية بالقدس حصرًا.

ويعتقد الباحث في شؤون القدس زياد الحسن أن تحليل أسباب السقوط يحتاج إلى عمل هندسي ميداني من "الأوقاف الإسلامية"، كونها المخولة إدارة وإعمار المسجد الأقصى بموجب الأمر القائم منذ عام 1967م، والقانون الدولي.

ويبين الحسن لصحيفة "فلسطين" بشأن السياق التاريخي للجدار أن الجزء الجنوبي من السور الغربي للأقصى واجه عملية تعرية مستمرة، إذ هدم الاحتلال عام 1969م مبنى "الخانقاة الفخرية" الذي كان قائمًا إلى شمال تلة المغاربة، ثم أزال طبقات الردم المتراكم إلى الجنوب من المبنى المهدوم بعمق من ستة إلى تسعة أمتار، ما كشف حجارة الأساس العملاقة للسور وقلل من تدعيمها له.

وبحسب ما يذكر الحسن هناك حفريات احتلالية في مكان السور، لوصل أكبر حفرية بمنطقة جنوب الأقصى مع أكبر حفرية بمنطقة غرب المسجد، وهي شبكة أنفاق "الحائط الغربي"، مبينًا أن هذه الحفرية تحت المتحف الإسلامي وتحت النقطة التي سقط فيها هذا الحجر، وعلى هذا إن السبب المباشر لسقوط الحجر هو الحفريات.

ويشير إلى أن "الأوقاف الأردنية" قبل سقوط الحجر بينت أنها رصدت وجود تخلخل في الأتربة والحجار وتسرب المياه من حديقة المتحف الإسلامي القائم فوق السور الجنوبي الغربي، ما عزز الافتراض أن هناك فراغات تؤدي إلى تسرب المياه.

وينقل الباحث بشؤون القدس عن مهندسين مقدسيين أن لديهم شكوكًا في إزاحة كامل الجدار الجنوبي الغربي، ما يشكل خطورة على الجدار كله، قائلًا: "هنا نكون أمام قضية مصيرية للمسجد الأقصى، لأن الجدار يدعم الزاوية الجنوبية الغربية التي يقوم فوقها جزء من أروقة المسجد القبلي والمتحف الإسلامي ومصلى النساء ومصلى البراق، وكلها قد تكون مهددة".

مخطط جاهز

ويعتقد الحسن أن هناك سيناريو إسرائيليًّا جاهزًا، وهو عبارة عن مشروع لإقامة ساحة صلاة تلمودية علوية تشكل امتدادًا لساحة البراق، قد تكون على مستوى باب المغاربة، وهي تمهد لفكرة الدخول للأقصى بشكل مكثف من الباب، وأن الاحتلال يضع الآن منصة خشبية إلى حين بناء منصة حجرية.

"سقوط الحجر -يتابع الباحث- يمثل مدخلًا للاحتلال لتنفيذ مخططات بذريعة القيام بإنشاءات لتدعيم الجدار، وهذا كان واضحًا من حضور رئيس بلدية الاحتلال بالقدس "نير بركات" يوم سقوط الحجر".

ويرى أن بإمكان الأردن استثمار قرار مجلس الأمن رقم (271) لعام 1969م، كونه ينص على أن ترميم الأقصى حق خاص للأوقاف.

مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني يقول: "إن الاحتلال هو من يتحمل سقوط "الحجر" من السور الغربي للمسجد الأقصى كونه يمنع الترميم ويقوم بالحفريات، حتى يمنع إعادة الحجر الذي سقط للأوقاف الإسلامية، وكذلك يمنع إعادة إعمار حائط المسجد الأقصى".

ويؤكد الكسواني لصحيفة "فلسطين" أن الحجر الذي سقط كبير، ولا يمكن أن يقع إلا إذا أسقط، وأن هناك لجنة مهندسين شكلتها الأوقاف الأردنية تضم أعضاء من المسجد الأقصى ومهندسين ومسؤولين، ستخرج بتقرير عن سبب سقوط الحجر، مشيرًا إلى أنه لا يوجد نتائج أولية لتقرير اللجنة لأن الاحتلال لم يسمح لهذه اللجنة بالنزول إلى مكان ساحة البراق وفحص سقوط الحجر.

ويحذر مدير الأقصى من خطورة الحادثة، كون الاحتلال ينظر ويترقب ليضع يده على مسألة الترميم، لافتًا إلى أنه بمجرد سقوط الحجر سارع "حاخامات اليهود" إلى أداء طقوس مزعومة، ما يظهر أطماع الاحتلال في الأقصى.

ويذكر الكسواني أن بناء السور الغربي بحاجة لترميم وصيانة يومية، يمنعها الاحتلال، كما يمنع لجنة الإعمار التابعة للأوقاف الأردنية من صيانة جميع أسوار البلدة القديمة.

ويبين أن الاحتلال يمنع أعمال الصيانة في سور الأقصى من جهة مقبرة باب الرحمة منذ سبعة أعوام، وكذلك يمنع أعمال الإعمار للسور الغربي والقصور الأموية منذ أكثر من 17 عامًا.

ويدعو إلى صيانة ساحات المسجد الأقصى، محذرًا من مزاعم ومخططات الاحتلال.

يشار إلى أن مساحة المسجد الأقصى نحو 144 دونمًا (الدونم ألف متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة البلدة القديمة، وشكله مضلع أو شبه مستطيل غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491 مترا، والشرقي 462 مترا، والشمالي 310 أمتار، والجنوبي 281 مترا.