فلسطين أون لاين

​مزارعو الأراضي الحدودية بالقطاع يطالبون بالتمكين الاقتصادي

...
صورة أرشيفية
غزة - رامي رمانة

طالب مزارعو الأراضي الحدودية في قطاع غزة المؤسسات الرسمية والأهلية بتنفيذ برامج تمكين اقتصادية تساعدهم على إعادة تأهيل أراضيهم الزراعية، ومدها بشبكات ري وتصريف وإنشاء آبار مياه وتزويدهم بمستلزمات العملية الانتاجية، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة صرف مستحقاتهم المالية عن الأضرار التي تكبدوها خلال حرب 2014.

وتبلع مساحة الأراضي الزراعية الحدودية نحو 22 ألف دونم ونصف، تزرع عادة بمحاصيل شتوية، وورقية، وقمح وشعير وبازيلاء، بحسب وزارة الزراعة بغزة.

ويعزف مزارعو الأراضي الحدودية في هذه الأوقات عن الزراعة عقب تلقيهم تحذيرات من وزارة الزراعة، من تعرض أراضيهم للمبيدات الزراعية التي يرشها الاحتلال الإسرائيلي عبر طائراته على تلك الأراضي، وذلك خشية تكرار تجارب السنوات السابقة التي تكبد فيها المزارع الفلسطيني خسائر لم تعوضه عنها أي جهة.

المزارع الستيني رضوان شبات يؤكد أن 40 دونما التي يمتلكها في المنطقة الحدودية شمال القطاع لا يستطيع زراعتها كلها بسبب الملاحقات الاسرائيلية المستمرة، وحاجته إلى المال.

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أنه يكتفي بزراعة المناطق التي لا تشكل خطرًا على حياته وأسرته، وفي ذلك إهدار لبقية المناطق الزراعية الأخرى التي بدأت تفقد خصوبتها عامًا تلو الآخر، حيث يطلق الاحتلال أعيرته النارية على كل من يقترب أكثر من مناطق التماس.

وأشار إلى أن عراقيل الاحتلال، تبدأ حين شروعهم بفلاحة أراضيهم وزراعة البذور، وحين اقتراب موسم القطاف، وجني المحاصيل.

وتحدث المزارع عن انعكاس عمليات التجريف المتكررة وقذائف الحرب الأخيرة (2014) على صلاحية التربة في مناطقه الزراعية التي أفقدتها الكثير من الخواص، مطالباً وزارة الزراعة والمؤسسات ذات العلاقة من المجتمع المدني بتنفيذ برامج لإعادة تأهيل أراضيهم.

وأشار إلى تجريف قوات الاحتلال منزله بالكامل، و تدمير بئر المياه، واتلاف كافة المحاصيل الزراعية عام 2014.

من جهته يقول المزارع يونس الكفارنة من شمال القطاع: إن معدل الإنتاج في الأراضي الزراعية الحدودية بطيء جداً وأنهم بحاجة ماسة إلى مساعدة الخارج نظراً لعدم مقدرتهم المالية على الاستصلاح.

وأضاف الكفارنة لصحيفة "فلسطين" أن تأخر هطول الأمطار العام الحالي أسهم أيضاً في تأثير سلبي على مزروعاتهم، لافتا إلى تعرضه لخسائر فادحة خلال الحرب الأخيرة أسوة بغيره من المزارعين في تلك المناطق.

وناشد المؤسسات الدولية بالضغط على سلطات الاحتلال للكف عن ملاحقتهم في أراضيهم والتوقف عن تجريف المزروعات بين الفينة والأخرى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في قطاع غزة.

توفير الخدمات

ويؤكد م. تحسين سعدات نائب رئيس اتحاد جمعيات المزارعين، أن مزارعي الأراضي الحدودية بأمس الحاجة إلى توفير الخدمات الحكومية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي، وإنشاء طرق زراعية، وحمايتهم من المضايقات الإسرائيلية المستمرة، حيث يطلق عليهم النار وهم داخل حقولهم.

وأكد لصحيفة "فلسطين" على ضرورة توفير مستلزمات العملية الإنتاجية ومساعدتهم في التسويق الداخلي والخارجي، مناشداً المؤسسات الدولية المانحة لتنفيذ جولات ميدانية لتلك المناطق للوقوف أكثر على حقيقة ما يتعرض له المزارعون في تلك المناطق وعدم الاكتفاء فقط بما يتم رصده وتناقله من قبل المؤسسات الشريكة.

وزارة الزراعة بدورها أكدت أهمية حماية مساندة المزارعين في تلك المناطق، خاصة وأنهم يقدمون سلة غذائية مهمة لسكان القطاع، مشيرة إلى أن تلك المناطق صالحة لزراعة القمح والشعير، والمحاصيل الشتوية وغيرها.

وبين مدير عام الإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة، م. نزار الوحيدي لصحيفة "فلسطين"، أن المزارعين في السنوات السابقة كانوا يتكبدون خسائر مالية باهظة نتيجة مباغتة الطائرات الإسرائيلية برش المحاصيل الزراعية مما ترتب على ذلك اتلاف مساحات كبيرة من المحاصيل الشتوية المزروعة في قطاع غزة .

ونوه إلى أن الوزارة طلبت من المزارعين بغزة التريث في زراعة أراضيهم لحين انتهاء الاحتلال الاسرائيلي من عملية الرش، مشيراً إلى أن التأخير في عملية الزراعة يكلف المزارعين خسائر اضافية كما أن العمليات الوقائية ذات تكلفة أيضاً.

وقال الوحيدي: "إن الوزارة طالبت المزارعين بتأخير موعد الزراعة في المناطق الحدودية حتى 1 كيلومتر شرق السياج الحدودي حتى الانتهاء من عملية الرش، وتغطية المحاصيل المزروعة إن أمكن خاصة المحاصيل التي تكون تحت الأقواس.

وأضاف "في حالة نضج المحاصيل الورقية ينصح بعدم تأخير الحصاد لتفادي أضرار الرش، وفي المحاصيل المروية بطريق الرشاشات، ينصح المزارعون بتشغيل رشاشات المياه أثناء رش المبيدات"

يجدر الإشارة إلى أن الأرض القريبة من الحدود بعمق 300 متر مهجورة، وتتعرض باستمرار للاستهداف من قبل جنود الاحتلال، فيما عمليات التجريف للأراضي الزراعية مستمرة من قبل جرافات الاحتلال منذ عام 2000، حيث تحولت معظم المناطق الزراعية التي كانت بها أصناف متعددة من الأشجار المثمرة، خاصة الحمضيات والزيتون، إلى أرضٍ قاحلة هجرها أهلها.