أقدم الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من فجر اليوم الخميس، على اغتيال مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء محمود صلاح باستهدافه عبر غارة جوية أثناء تواجده في محافظة خانيونس وبرفقته اللواء حسام شهوان عضو مجلس قيادة الشرطة، وهما يقومان بواجبهما الإنساني والوطني في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل الظروف الكارثية التي يحياها بفعل العدوان الإسرائيلي، ما أدى أيضاً لارتقاء عدد من المواطنين جراء الغارة.

وأصدرت وزارة داخلية غزة، في وقت لاحق بيانًا ترصد فيه ملامح عن حياة مدير عام الشرطة وتاريخه المهني.

وقالت الوزارة، "يرتقي اللواء محمود صلاح شهيدًا في ميدان خدمة شعبنا متوّجًا حياته بوسام الشهادة بعد 30 عامًا من العمل في جهاز الشرطة الفلسطينية منذ تأسيسه متنقلاً في المسؤولية بين إداراته المختلفة وصولًا إلى مسؤوليته عن جهاز الشرطة منذ 6 سنوات".

وأضافت، "وقد اشتهر اللواء صلاح  بالمهنية العالية والقدرات الكبيرة وعلاقاته الواسعة مع مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني وقدم خبرته الطويلة وجهده في تعزيز الأمن في قطاع غزة، حتى قدم روحه ودمه في سبيل هذا الهدف السامي متحملًا المسؤولية في أصعب المحطات والظروف التي يمر بها شعبنا".

من هو اللواء صلاح الذي اغتالته "إسرائيل"؟

عن المولد والنشأة، وُلد محمود محمد صلاح عام 1974 في قطاع غزة، ويبلغ من العمر 50 عامًا. متزوج وأب لأربعة أطفال، ثلاثة أولاد وبنت، وتنحدر أسرته من قرية “حليقات” التي احتُلّت عام 1948، ويقيم في المحافظة الوسطى بقطاع غزة.

 كان ابنًا لعائلة بسيطة لكنها غنية بالثوابت الوطنية، وكان دائمًا يحمل على عاتقه هموم شعبه وتطلعاته للحرية.

بدأ اللواء صلاح مسيرته المهنية بالتحاقه بجهاز الشرطة الفلسطينية منذ تأسيسه عقب مجيء السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة عام 1994.

طوال مسيرته المهنية، تولى عدة مناصب قيادية أبرزها قيادة الدورات التدريبية للشرطة في مدينة أريحا بين عامي 1999 و2000، بالإضافة إلى مساهمته في تأسيس “أكاديمية عرفات للشرطة” في مدينة غزة أواخر التسعينيات.

كما شغل منصب مدير عام ومؤسس المديرية العامة للتدريب بوزارة الداخلية والأمن الوطني، ومدير عام المديرية العامة للإمداد والتجهيز بالوزارة نفسها.

ومنذ عام 2012، كان عضواً في مجلس إدارة كلية الرباط الجامعية للشرطة في غزة، ومنذ عام 2019 وحتى تاريخ استشهاده شغل منصب المدير العام للشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، وكان أحد الشخصيات البارزة في العمل الشرطي الفلسطيني.

وعلى الصعيد الخارجي، شارك اللواء صلاح في العديد من الدورات والبعثات التدريبية في دول عربية منها اليمن والإمارات وقطر ولبنان، مما عزز من خبرته الشرطية والمهنية.

تأسيس قوة خاصة

في سنواته الأخيرة، واصل اللواء محمود صلاح تقديم خدماته لأبناء شعبه في أوقات الأزمات. وكان له دور حيوي في تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين في جنوب قطاع غزة، حيث تصدى لقطاع الطرق واللصوص الذين حاولوا سرقة المساعدات في وقت اشتدت فيه الحروب والاعتداءات الإسرائيلية. كان دائمًا في الميدان، يقدّم الأمان لشعبه.

كان من أبرز إنجازاته تأسيس “وحدة سهم”، وهي قوة خاصة لتنفيذ العمليات والمهام ضد الخارجين عن القانون.

عُرف بعلاقاته الواسعة مع مختلف شرائح المجتمع وأطيافه السياسية، إلى جانب المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية. وعمل أيضاً مدرباً معتمداً في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.