شدد ثلاث فصائل فلسطينية على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في مدينة جنين ومخيم بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.
وقالت حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي في بيان مشترك مساء اليوم السبت، إنها تتابع "بألمٍ كبير وقلقٍ بالغ" الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية "المؤسفة" التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
وأكدت القوى حرصها الشديد على احتواء الأحداث ومنع توسعها، مشددة على أن "صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وأن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع".
"على مين بتطخ؟ روح اتشطر على المستوطنين".. فلسطيني يصرخ على قوات أمن السلطة بعدما أصابت رأس ابنه بطلقة خرطوش عقب صلاة الجمعة في مخيم #جنين بالضفة الغربية pic.twitter.com/hwhEi4Jno3
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 20, 2024
وقالت: إن "سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة".
وأكدت القوى الثلاث على شرعية سلاح المقاومة، "ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين".
وطالبت أجهزة أمن السلطة وقيادة السلطة بالنأي بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.
الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة: اجهزة السلطة لا تفعل شيء لمنع قوات الاحتلال من اقتحام المخيم وتريد سحب سلاحنا لنكون بلا حول ولا قوة، يريدون جنين بلا سلاح مقاومة، سلاحنا موجه فقط ضد الاحتلال ولن ينزع السلاح من جنين إلا رب العالمين pic.twitter.com/AEEBiXXsT7
— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) December 15, 2024
كما طالبت قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع الفوري عن الحملة الأمنية المستمرة منذ أكثر من أسبوعين في جنين ومخيمها، "التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما".
ودعت القوى الثلاث إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم مكونات المجتمع الفلسطيني كافة لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي.
وأبدت القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.
هذه ليست إسرائيل
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) December 10, 2024
هذه ليست غزة
هذه سلطة العار تعدم الشاب ربحي الشلبي في جنين !!
إذا كان هذا لا يستدعي حراكاً شعبياً يسقط السلطة فما هو ؟!#ربحي_الشلبي pic.twitter.com/oRCKa2s3nb
وأكدت أنه في ظل حرب الإبادة ومخططات الاحتلال المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، "يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال".
وأضافت: "هذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني"، مؤكدة أن التضحيات الفلسطينية "ستبقى أمانة في أعناقنا..والنصر حليف شعبنا ومقاومتنا".
وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة أمن السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا في أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، ورفضت السلطة ذلك المطلب، وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون.
وتصاعدت الأحداث مع مقتل الشاب الشلبي خلال عمليات أمن السلطة، التي حاصرت مستشفى جنين، وقطعت الكهرباء والمياه عن المخيم.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
الفلسطينية سحر أبو زينة من مخيم #جنين : "إذا كانت المقاومة في جنين مغامرة، فالسلطة الفلسطينية تأخذنا في مغامرة منذ 30 عاما، ماذا حققت؟!
— أيمن الهسي (@ayman_abed93) December 18, 2024
وكل أم عسكري بالأجهزة الأمنية يجب أن تنصح ابنها وتحدثه عن مخيم جنين" pic.twitter.com/k1VRYk1lF5
وتتهَم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد تعقيد الوضع في الضفة الغربية المحتلةـ والتي تشهد ارتفاعاً كبيراً في وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس المحتلة، مما أسفر إجمالا عن 811 شهيدا ونحو 6450 جريحا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.