تعيش عائلة الطبيب الغزي رائد مهدي حالة من القلق والترقب، منذ اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر 2023.
وتخشى سهام الخطيب وأبناؤها الخمسة على حياة مهدي، خصوصاً بعد أن علمت بنقله إلى سجن "سديه تيمان"، المعروف بأساليب التعذيب الوحشية ويطلق عليه اسم "غوانتانامو إسرائيل" في إشارة إلى السجن الأمريكي الذي اشتهر مطلع القرن الحالي.
وقالت زوجة الطبيب، سهام الخطيب، لـ "فلسطين أون لاين": إن اعتقال زوجها ترك فراغاً كبيراً في حياتهم، وأنها تخشى على سلامته، خاصة وأن العديد من الأطباء الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب والقتل في سجون الاحتلال.
وأضافت الخطيب أن قوات الاحتلال اعتقلت زوجها من منزله، وحاصرت المنطقة بشكل كامل، مما تسبب في حالة من الرعب والخوف لدى العائلة والأطفال.
وأشارت الخطيب إلى أن الطبيب مهدي كان يشغل منصب مدير مستشفى الدرة للأطفال، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل زملائه والمواطنين.
وتابعت: "نحن نطالب بالإفراج الفوري عن زوجي، ونناشد المجتمع الدولي التدخل لإنقاذه".
ووثقت منظمات حقوقية فلسطيني استشهاد اثنين من الأطباء على الأقل في سجون الاحتلال جراء عمليات التعذيب على يد جنود الاحتلال وسجانيه، وهما الطبيبان عدنان البرش وإياد الرنتيسي.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطبيب مهدي من منزله في منطقة الرمال الشمالي يوم 8 ديسمبر/ كانون أول 2023، بعد حصار مشدد فرضه جيش الاحتلال على إثر التوغل البري والمكوث في هذه المنطقة عدة أسابيع.
وعندما اعتقلت قوات الاحتلال الطبيب مهدي -بحسب زوجته- زجت به في سجن "سديه تيمان" سيء الصيت والسمعة، والذي وصفه مراقبون ومختصون بحقوق الإنسان بأنه "غوانتنامو (إسرائيل)".
وروت الخطيب لحظات الرعب التي مرت بها وأبنائها بعد اعتقال زوجتها وما تعرضت له مجموعة كبيرة من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن جنود الاحتلال نكلوا بهم وأطلقوا الرصاص بكثافة كبيرة في محاولة لإجبارهم على مغادرة المنطقة التي يتواجد بها الجيش.
وكان جنود الاحتلال يريدون اعتقال نجلها البراء (14 عامًا) مع والده، لكنهم تراجعوا عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
وعندما كان زوجها معتقلاً في سجن "سديه تيمان" لم تكم تعلم عنه شيئًا لكن بعد بضعة أسابيع قضاها هناك قررت سلطات الاحتلال نقله إلى سجن النقب، حيث علمت عائلته من خلال شخصية حقوقية أن زوجها يقبع خلف قضبان السجن الصحراوي.
وللعام الثاني على التوالي تعيش الزوجة وأبنائها بيسان (20 عامًا) سجى (18 عامًا) البراء (15 عامًا) فجر (11 عامًا) هلا (8 أعوام)، في حالة اشتياق لا تنضب.
لكن الخطيب تحرص على تهدئة أبنائها وطمأنتهم على والدهم الطبيب مهدي، بينما يهيمن عليها الخوف والقلق الشديد من أن يصيبه أي مكروه جراء عمليات التعذيب التي تسمع عنها.
أما عن استهداف القطاع الطبي بغزة والعاملين فيه، فقد أدانت الخطيب انتهاكات جيش الاحتلال هذا، ووصفتها بأنها "سلوك إجرامي".
وعادة ما تتساءل الخطيب عن الذنب الذي ارتكبه زوجها حتى تعتقله قوات الاحتلال وتزج به خلف قضبان السجون؟
وقالت إنها طرقت أبواب المؤسسات الحقوقية والعاملين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتواصلت كذلك مع لجنة الأطباء لحقوق الإنسان العاملة في الأراضي الفلسطينية، في محاولة للدفع باتجاه الإفراج عن زوجها، لكن دون جدوى.
وأكملت: إنه لن يهدأ لها بال حتى رؤية زوجها الطبيب مهدي حرًا بين أفراد عائلته.