فلسطين أون لاين

​العلي: قصف النظام السوري دمر أحياءً بـ"اليرموك" بشكل كامل

...
استمرار قصف النظام السوري لمخيم اليرموك الفلسطيني (أ ف ب)
دمشق / غزة - أحمد المصري

أشار عضو مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إبراهيم العلي إلى أن القصف بالطائرات الحربية على مخيم اليرموك لم يتوقف لساعة واحدة منذ 19 أبريل/ نيسان الجاري، مشدداً على أن المخيم يشهد حالة كارثية بامتياز.

ولفت العلي لـصحيفة "فلسطين" إلى أن أحياء داخل المخيم دمرت بشكل كامل، فيما أن عائلات بأكملها محاصرة داخل بعض الأحياء، من بينهم الجرحى والشهداء، والذين يصعب إحصاؤهم أو إخلاؤهم بسبب تواصل القصف.

وأفاد باستهداف حي المغاربة جوار دوار فلسطين وشارع القدس وشارع المنصورة وشارع العروبة وامتداد شارع الثلاثين وبلدات كفر قاسم وعين غزال، مضيفا "المعلومات المتسربة تؤكد أنه لا يوجد مكان آمن أو محيد داخل المخيم".

وذكر أن أعداد اللاجئين المحاصرين داخل المخيم تصل إلى ما يقارب ثلاثة آلاف نسمة، يشكلون شرائح مختلفة الأعمار، وأن جميع هؤلاء اللاجئين فعليا في مرمى الطيران والمدافع من حول المخيم.

ونبه العلي إلى أن المخيم فعليا محاصر من جهاته الأربع، من قبل النظام السوري، والمجموعات الفلسطينية الموالية له، فيما أن حاجز العروبة الذي تسيطر عليه المعارضة لا يزال مغلقا بسبب الخشية من دخول عناصر تنظيم الدولة عبره، وهو ما فاقم بصورة أو أخرى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيم وأبقاهم رهائن بيوتهم.

وأكد أن وجود المسلحين داخل المخيم من عناصر تنظيم الدولة ليس مبررًا لتدميره ومعاقبة المدنيين من أبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين رفضوا النزوح عنه، مشددا على أن تدمير المخيم لا يصب الا في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الهادف إلى شطب حقهم في العودة وتصفية قضية اللاجئين العقبة الكبرى أمام أي تسوية يطمح إليها لشرعنة احتلاله لفلسطين.

وكان (10) لاجئين فلسطينيين بينهم عائلة وطفل رضيع، ومسنان ومسعف قد استشهدوا منذ بدء العملية العسكرية التي يشنّها النظام السوري على مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية لدمشق بهدف اقتحامها والسيطرة عليها.

وقالت مصادر متعددة لصحيفة "فلسطين"، إن طائرات النظام السوري شنت يوم أمس عددا كبيرا من الغارات داخل مناطق متعددة داخل المخيم، وإن عائلات بأكملها لا يعرف مصيرها بسبب عدم القدرة على التحرك.

وانتقد ناشطون وأهالي مخيم اليرموك الصمت الدولي والفلسطيني أمام ما يجري من سفك لدماء اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، والتدمير الممنهج الذي يستخدمه النظام السوري والروسي ضد الأحياء السكنية.

وطالبوا عبر صفحات التواصل الاجتماعي المؤسسات الدولية ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية بالتحرك لتحييد المدنيين بالمخيم، وإنقاذ ما تبقى من بنية تحتية في مخيم اليرموك المحاصر.

وكان أهالي مخيّم اليرموك أطلقوا في وقت سابق مُناشدة لأهالي البلدات الثلاث "يلدا، ببيلا، بيت سحم"، للعمل على تأمين العائلات التي خرجت من المخيّم بأسرع وقت مُمكن.

كما ناشدوهم بالعمل على إيواء العائلات التي لجأت إلى البلدات المذكورة، وتأمين مستلزماتها الشخصيّة، إذ خرجت العائلات لا تملك شيء غير ملابسها هرباً من القصف الذي يستهدف المخيّم منذ أربعة أيام.

وجاء في نص المُناشدة "نداء عاجل، نُناشد أهالي البلدات الثلاث يلدا، ببيلا، بيت سحم الكرام، نُناشد أصحاب الضمائر الحيّة، العمل على تأمين العائلات التي خرجت من المخيّم بأسرع وقت، نُناشدكم العمل على إيواء العائلات التي لجأت إلى بلداتكم وتأمين مستلزماتهم الشخصيّة فالناس قد خرجت بملابسها هرباً من القصف الهمجي"،

وتابعت المناشدة "وما عهدناكم إلا أهلاً للمروءة والشهامة."

إلى ذلك ،أكد فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا ارتفاع حصيلة الضحايا الذين قضوا من أبناء مخيم اليرموك منذ بداية الحرب الدائرة في سوريا إلى (1348) لاجئا.

يشار إلى أن النظام السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية له كالجبهة الشعبية-القيادة العامة، فرضوا حصارا خانقا على المخيم منذ يوم يوليو/ تموز 2013 وحتى الآن، وقد بلغ عدد ضحايا الحصار ونقص الرعاية الطبية في المخيم أكثر من (200) ضحية.