فلسطين أون لاين

​يلتهم 20% من سفوح الجبل

متنزه الطور الاستيطاني.. تهويد بذرائع تطوير السياحة في القدس

...
القدس المحتلة - بيان راغب

استغلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة بشكل فاق التوقعات، فمنذ الإعلان المشؤوم سارع الاحتلال بأذرعه كافة إلى رفع وتيرة الصراع عبر جملة من المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي بقيت لفترة حبيسة الأدراج، ولتشمل كل المدينة .

وتحت ذريعة "خدمة الجمهور" أعلنت بلدية القدس المحتلة، أخيرًا، عن مشروع استيطاني جديد لإقامة متنزه في جبل الزيتون يربط بين موقعين استيطانيين في داخل حي الطور بالمدينة.

والمتنزه المشار إليه يمتد بين مستوطنة "بيت اوروت" إلى مستوطنة "بيت هحنشوت" المقامتين على أراضي القدسيين.

ويعد المشروع التهويدي الجديد، امتداداً للمخططات الاستيطانية المعروفة باسم "الحوض المقدس"، و"القدس القديمة"، التي بدأت منذ نحو 22 عاماً في البلدة القديمة للقدس، وفقاً للخبير في الشؤون المقدسية جمال عمرو.

ويعد مشروع "الحوض المقدس" الذي بدأه الاحتلال عام 1996 من أضخم مشاريع تهويد القدس على حساب الآثار والمعالم التاريخية الإسلامية.

ويبدأ المشروع بحي الشيخ جراح شمالا مرورا بالبلدة القديمة ووصولا إلى بلدة سلوان وسفح جبل المكبر بهدف إضفاء صبغة يهودية على المكان.

وضمن مشروع "الحوض المقدس" هناك مشروع "القدس القديمة" تُظهر تفاصيله المنشورة أنه سيكون مشابها في تفاصيله للوصف التوراتي المزعوم للقدس، وفق معتقدات صهيونية، لكنه سيقام على أنقاض آثار بيزنطية رومانية وعربية وإسلامية.

وتقدر مساحة المشروع الذي ينفذ بذريعة تطوير السياحة في القدس بنحو 15 ألف متر مربع، ما يعني السيطرة على مساحة واسعة من البلدة القديمة من خلال البؤر الاستيطانية والمدارس والدينية.

وبين عمرو في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن لدى الاحتلال المئات من المخططات مدروسة والمجهزة منذ عدة سنوات ولكن تنتظر سلطات الاحتلال الوقت المناسب من أجل البدء بإنجازها على أرض الواقع، لافتاً أنه وفي ضوء إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال يرى الأخير هذا الوقت هو الأنسب لتنفيذها في ظل غرق العديد من المجتمعات العربية والإسلامية بأتون صراعات داخلية.

وذكر عمرو، أن مشاريع حي الطور لن تتوقف بإقامة المتنزه الذي سيكون البداية لاستكمال مشروع القطار الهوائي "تلفريك" الذي أعلن عنه الاحتلال قبل أعوام، والذي سيربط جبل الزيتون بالبلدة القديمة، ويتوقع أن يمر بجانب مواقع حساسة مثل المسجد الأقصى، وبهذا يكون قد بسط سيطرته على الأرض والسماء في القدس، وما تحت الأرض هو مسيطر عليه منذ بنائه ما تسمى "مدينة داود".

تهديد اجتماعي واقتصادي

في هذا السياق، يقول الناشط المقدسي في الطور، حاتم خويص: إن مشروع المتنزه المعلن عنه والذي سيقام على المنحدرات الغربية لجبل الزيتون، ستستولى سلطات الاحتلال بموجبه على المزيد من الأراضي الفلسطينية الخاصة بأهالي الحي.

وأفاد خويص لصحيفة "فلسطين"، بوجود مشروع استيطاني آخر بدأت بلدية الاحتلال به قبل أيام وهو مركز زوار للمقبرة اليهودية في جبل الزيتون، ويقع بالقرب من مستوطنة “معاليه زيتيم" المقامة على أراضي البلدة .

وبين الناشط المقدسي، أن المشروع سيلتهم ما يقارب 20% من السفوح الغربية للجبل، وأن سلطات الاحتلال تعمل على هدم مئات المنازل والمحال التجارية التي هي على مقربة من هذه السفوح.

وأشار خويص، إلى أن متنزه الطور الاستيطاني لن يؤثر على المواطن المقدسي فقط بل على المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يأتون للعلاج في مستشفيات جبل الزيتون، إذ سيقع عليهم الضرر بحيث لا تُعرف طبيعة الاجراءات التي سيتخذها الاحتلال خلال تنفيذ المشروع أو بعد إتمامه.

ويشار إلى أن جبل الزيتون يشرف على المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، ويضم أحد أهم بلدات المدينة المقدسة (الطور)، التي اكتسبت أهميتها بوجود ثلاثة من أكبر وأهم المستشفيات الفلسطينية ليس على مستوى القدس فحسب بل في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة الخاضعة لحكم السلطة، وهي: مستشفى المقاصد، والمطلع، والهلال الأحمر، إضافة إلى وجود مركز للدفاع المدني والإطفائية والعديد من المؤسسات الوطنية الأخرى.