فلسطين أون لاين

​مراقبون: "أونروا" مقبلة على إجراءات تقشفية ستضاعف معاناة اللاجئين

...
جانب من تظاهرة طلابية احتجاجاً على الإجراءات الأمريكية (أرشيف)
غزة - جمال غيث

حذّر مراقبون من أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ستلجأ إلى سلسلة من الإجراءات التقشفية بعد تجميد جزء من المساعدات المالية الأمريكية المقدمة لها وهو ما سيلقي بظلال سلبية على معيشة اللاجئين الفلسطينيين.

والأربعاء الماضي، ذكرت وسائل إعلام أن وكالة الغوث قررت إغلاق مؤسستين تابعتين لها في قطاع غزة، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها.

وقال مصدر مطلع في "أونروا"، إن إدارة الوكالة الدولية قررت إغلاق مكتبة مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا والبحرين العامة في مدينة رفح شمال وجنوب القطاع، بدون سابق انذار.

يأتي ذلك بعد أيام من اطلاق المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرينبول، حملة عالمية من قطاع غزة، لدعم الوكالة بعد تقليص الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها للمنظمة الدولية بشكل حاد.

وكانت الولايات المتحدة جمدت قرابة 65 مليون دولار من مساعداتها المالية التي تقدمها لوكالة الغوث، بحجة رفض السلطة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس الدكتور عصام عدوان، أن "أونروا" لجأت منذ سنوات لاتخاذ إجراءات تقشفية، مدللًا على ذلك من خلال تناقص أعداد الموظفين العاملين لديها.

وقال عدوان: "بلغ عدد الموظفين العاملين في كافة مرافق أونروا في مناطق عملها الخمس (قطاع غزة، الضفة الغربية، سوريا، لبنان، الأردن) عام 2010 نحو 33 ألف موظف، في حين لا يكاد يصل العدد في 2018 لقرابة 30 ألفًا، في ظل تزايد أعداد اللاجئين، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بينهم).

وأضاف أن وكالة الغوث ماضية في إجراءاتها التقشفية بحق للاجئين الفلسطينيين خاصة بعد قرار واشنطن تجميد 62 مليون دولار من أموال المساعدات المخصصة للوكالة، متوقعًا أن تلجأ الوكالة لزيادة أعداد الطلبة في الفصل الدراسي الواحد ليصل لـ60 طالبا، مما سيؤدي لتقليص أعدد المعلمين وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وأعرب عن استغرابه من سياسة "أونروا" قائلًا: "لم يمضِ كثيرًا من عام 2018 ليتبين لوكالة الغوث أنها تعاني من عجز مؤكد في ميزانياتها"، مشيرًا إلى أن عددا من الدول استعدت لدفع ميزانياتها المخصصة بشكل مسبق وبعض الدول زادت من حجم المساعدات المقدمة.

وتابع عدوان: "على أونروا أن لا تستبق الأحداث لعلها تحصل على الموازنة المطلوبة في وقت قريب"، داعيًا الوكالة للتواصل مع دول جديدة لجلب التبرعات والتقدم بطلبات لدى الأمم المتحدة لتخصيص ميزانية لها، فضلًا عن الاستعانة بالدول المضيفة للاجئين لدعم موقفها في الأمم المتحدة وتعويض كل نقص تتعرض له.

بدوره، أكد رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة، زياد الصرفندي، أن "أونروا" وضعت إجراءات تقشفية في خدماتها المقدمة للاجئين بسبب قرار واشنطن تجميد 65 مليون دولار من أموال المساعدات المخصصة لها.

وبين الصرفندي لصحيفة "فلسطين" أن خطة التقشف التي وضعتها "أونروا" استهدفت برامج التشغيل كتجميد التوظيف ووقف شراء الخدمات الصحية ووقف العمل بالوظيفة اليومية، معربًا عن رفضه لخطة الوكالة لما لها من تأثير على اللاجئين.

وقال: "إن تقليصات أونروا بحق اللاجئين بدأت بإغلاق مكتبة مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، ومكتبة البحرين العامة في مدينة رفح شمال وجنوب قطاع غزة، دون سابق إنذار"، مؤكدًا على أهمية المكتبتين في إثراء الجانب المعرفي للاجئين.

ودعا "أحرار وشرفاء العالم" للتحرك والوقوف إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين لحين إعادتهم إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها في العام 1948م، مؤكدًا أنه سيتم تنظيم وقفات احتجاجية أمام مكتبتي مدرسة الفاخورة والبحرين لمطالبة الوكالة بالعدول عن قرارها.

وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة كافة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية والابقاء على وكالة الغوث باعتبارها الشاهد الدولي الوحيد على إرهاب الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته لحين عودة اللاجئين إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها عنوة.

بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل، إن تقليص الإدارة الأمريكية لحوالي 40% من ميزانيتها لـ"أونروا" سيؤثر سلبًا على أداء وعمل الوكالة.

وأكد أبو عوكل، لصحيفة "فلسطين" خطورة وقف التمويل الأمريكي المقدم لوكالة الغوث، مضيفًا: "الأصل أن تتوجه أونروا إلى الأمم المتحدة وتضع المشكلة أمامهم لأنها تأسست بموجب قرار أممي لخدمة اللاجئين.

ودعا وكالة الغوث لوضع خطط بديلة لمواجهة التقليصات الأمريكية، مطالبًا كذلك الدول العربية بدفع الحصص المفروضة عليها لميزانية أونروا "لا أن تغطي العجز الذي افتعلته واشنطن".