فلسطين أون لاين

بعد قرار ترامب.. "الأمريكي" في فلسطين لم يَعد مُرحبًا به

...
القدس المحتلة (أ ف ب)
قلقيلية - مصطفى صبري

تَتنامى مشاعر الكراهية لأمريكا ورعاياها في المناطق الفلسطينية وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس؛ فما إن تُلفظ كلمة "أمريكي" أمام الفلسطيني حتى بات يصيبه الاشمئزاز والاستفزاز .

وطردَ الموظفون في "حديقة الحيوانات الوطنية" في مدينة قلقيلية؛ صحفياً أمريكياً من الحديقة، والسبب "أنه يتبع دولة عنصرية تتعامل مع الدولة العبرية بانحيازٍ كامل" .

ويقول المراقب العام للحديقة عيسى عبد الله لصحيفة "فلسطين" :"لم نكن نجرؤ على تصرفٍ كهذا في السابق؛ أما اليوم يبدو أن كل شيءٍ تغير، فــ "القدس أهم من كل العلاقات الدولية"، ومن يمسَسها بسوءٍ سيلقى معاملةً قاسية من قبل الفلسطينيين، فالدبلوماسية في هذه الأوقات لم تعد تجدي نفعاً؛ لأن أمريكا استخفّت بحقوقنا وكرامتنا، لذا لا مكان لهم في أراضينا؛ وذلك ما يبدو واضحاً في اختلاف معاملة المقدسيين مع المجموعات السياحية الأمريكية في الآونة الأخيرة".

من جانبه يوضح الناشط المقدسي وعضو الدفاع عن المقدسات فخري أبو ذياب؛ في حديثه مع "فلسطين": "لم يعد هناك مجال للتعامل مع أمريكا ورعاياها لا سيما في القدس المحتلة "عاصمتنا الأبدية"، فبات السائح الأمريكي غير مُرحبٍ به ويتم تجاهله وطرده".

وأضاف أبو ذياب: "أخبرني أصدقاءٌ من التجار أنهم حاولوا بشكلٍ أو بآخر ايصال رسالة واضحة لمجموعاتٍ سياحية بعدة أشكال منها؛ الإفصاح لهم عن قرار رئيسهم ترامب لا يعني لهم شيئاً؛ و أنهم أصبحوا في مربع الكراهية ليضافوا إلى دولة الاحتلال، وأنه سيتم التعامل مع دولة الاحتلال والمستوطنين بذات الأسلوب".

وذكر: "بعض آخر من التجار رفض بيعهم وطردهم من داخل محله التجاري، فمشاعر الغضب تزداد اتقاداً، ذلك أن أهل القدس هم أكثر من يدفع فاتورةً باهظة من الاحتلال ومستوطنيه؛ وما هذا القرار إلا لشرعنة تعذيب المقدسيين وطردهم من مدينتهم؛ والمَساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية ".

وفي مدينة أريحا؛ قال رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي النخيل؛ مأمون الجاسر في لقاءٍ مع فلسطين :"قمنا باتخاذ قرارٍ فوريٍ وعاجل بعد قرار ترامب الأخير، تضمن مقاطعة المشاريع الأمريكية التي تقدم المساعدات لمزارعي النخيل ومنها مشروع تركيب وحدات الكترونية للتسميد في مزارع النخيل بكلفة خمسة ملايين دولار، وهو تابع للمؤسسة الأمريكية usaid".

وأضاف: "القدس أغلى من مساعداتهم و"دولاراتهم"، وقد تواصلَ معي "الرجل الأول" في المؤسسة الأمريكية وأبدى استياءه هذا القرار؛ متسائلاً: "كيف ترفضون مساعداتٍ تتلقونها من أمريكا، ليأتي ردي عليه: "عليكَ توجيه السؤال للرئيس الأمريكي ترامب الذي تجاوز الخطوط الحمراء كلها بقراره أن القدس "عاصمة أبدية لدولة الاحتلال ".

وتابع قائلا :" أبلغت ذلك المسؤول أن القرار كان جماعياً في الجمعية وليس فردياً، وبالرغم من الخسارة التي ستلحق بنا إلا أننا سنكون قادرين على تجاوزها من أجل القدس وعروبتها وإسلاميتها ".

ويرى الجاسر في ختام حديثه: "القرار بمقاطعة كل ما له علاقة بأمريكا يتوجب أن يغدو "رأياً عاماً" وشاملاً لكل القطاعات؛ وكل من يتجاوب مع المشاريع الأمريكية سواء الاقتصادية والثقافية وغيرها تتوجب محاسبته وعقابه، لأن هذه الدولة وضعت نفسها في خانة العداء المباشر مع الفلسطينيين".