فلسطين أون لاين

​تحليل: المصالحة في خطر وإنقاذها يتطلب تحريك قوة شعبية

...
جانب من توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية (الأناضول)
غزة - يحيى اليعقوبي

رأى محللان سياسيان فلسطينيان، أن إنقاذ المصالحة يتطلب خروج القوى والفصائل من حالة الجمود الراهنة، بالدعوة لاجتماع عاجل والضغط على السلطة برفع العقوبات عن غزة، ودعوة مصر للعودة لممارسة دورها تجاه المصالحة، بالإضافة لتحريك الحالة الشعبية والإعلامية والثقافية الفلسطينية والوصول لقوة شعبية ميدانية.

وربط المحللان في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" بين القدرة الفلسطينية على تحدي القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال وترتيب البيت الفلسطيني، معتبرين أن خوض معركة القدس في ظل العودة للانقسام سيكون كارثياً، مما يدلل على سلوك غير مسؤول من السلطة بتجاهل حاجات المواطنين وقدرتهم على الصمود ومواجهة التحديات.

وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، إن المطلوب هو تحرك شعبي ورأي عام فلسطيني للضغط على الأطراف التي تعرقل عملية إزالة العقبات من أمام المصالحة، مبينا أنه بدون وجود رأي عام يضغط بشكل قوي فإن المصالحة ستبقى في خطر، بالإضافة إلى ضرورة استئناف الجهود المصرية في دعم المصالحة.

ورأى حبيب خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" بأن شحذ الرأي العام الفلسطيني المغيب عن دوره الطبيعي والمؤثر في الضغط على المسؤولين سيعزز من فرص انقاذ المصالحة من خلال وسائل الإعلام والتحركات الميدانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل خلق قوة شعبية، التي كانت نواتها خلال الفترة السابقة الأطر والحراك الشبابي وتحتاج إلى تفاعل شعبي واسع للوصول لتلك القوة.

وحول مدى تأثير واستجابة السلطة لهذا الحراك الواسع إن تم، قال حبيب: "إن المصالحة جاءت نتيجة تقاطعات إقليمية ودولية، لذا يجب إعادة الأمور بأن تكون المصالحة نابعة من الداخل الفلسطيني، باعتبار أنها مصلحة وطنية".

وشدد على ضرورة أن يلعب الشعب دوراً في جعل المصالحة قراراً داخلياً وهدفا فلسطينيا، بأدوات فلسطينية، حتى لا تتحول لملفات خارجية.

وتوّقع أن تتخذ السلطة من قضية القدس وما يجري حولها للإيهام أن هناك أولوية، بهدف عرقلة المصالحة، مضيفاً "يجب أن تكون هناك نية طيبة بأن المعركة بشأن القدس تتطلب استدعاء الوحدة".

ومن أجل انقاذ المصالحة كذلك، حسبما ذكر حبيب، يجب العودة عن القرارات العقابية، وحل مشكلة الموظفين، مما يتيح عملية تمكين الحكومة لدورها، لافتا إلى أن عدم التزام السلطة بالإيفاء بواجباتها أحد أهم العوائق أمام إطلاق قطار المصالحة.

من جانبه، فسّر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل تصريح رئيس المكتب السياسي لحماس بغزة يحيى السنوار خلال لقائه مع الشباب، "بأن المصالحة تنهار ومن لم ير ذلك فهو أعمى"، بأن كلام السنوار كان دقيقا فهو بمعنى أن الوضع غير جيد إن لم يتم انقاذ المصالحة، فهو بذلك يدق جرس الانذار أمام الكل الفلسطيني.

وقال عوكل لصحيفة "فلسطين"، إن "الحل لإنقاذ المصالحة أن تجتمع القوى السياسية الفلسطينية وتصدر بيانا مشتركا تدعو فيه مصر لاستئناف جهود المصالحة، وأن لا تبقى تتخفى وراء القدس رغم أهميتها، باعتبار أن المصالحة أول الطريق للصادقين في مواجهة السياسة الأمريكية والإسرائيلية بعد إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال".

وعدّ أن عرقلة المصالحة يدلل على نقص الشعور بالمسؤولية الوطنية، واستهتاراً بكل القيم الفلسطينية، باعتبار أن ترتيب البيت الفلسطيني أولى من البحث عن حشد عربي ودولي، يتطلب من مصر الضغط على الأقل تحديد الطرف المعطل للمصالحة.

ويدلل ذلك– بحسب عوكل- أن حسابات المصالحة بالنسبة للسلطة جاءت من منطلق المصالح الخاصة، متوقعا أن تسير الأمور نحو تحقيق المصالحة باعتبار أن التحدي القادم للفلسطينيين كبير وسيجبر الجميع على الذهاب نحو المصالحة، ولن يكون هناك مجالا لمحاولة حشد العالم من جهة واستمرار الانقسام من جهة أخرى.