فلسطين أون لاين

​أسست مشروعًا لصنع الأطعمة

بـ"الشطارة" و"النفس الطيّب".. تغلّبت "الجمل" على الواقع

...
غزة - مريم الشوبكي

يرسم أحلامًا وردية، ويظنّ أنه فور تخرّجه من الجامعة، سيجد الوظيفة تطرق بابه، ولكنه في الواقع يصطدم بالباب الموصد، فالبطالة متفشية، والوظائف شحيحة، والظروف الاقتصادية صعبة للغاية.

أمام كل ذلك، إمّا أن يضع الخريج يده على خدّه متألمًا على واقعه، أو أن يغيّر الواقع لصالحه، الخيار الثاني لجأت إليه الشابّة "علا الجمل"، حيث حوّلت حبها للطبخ ومهارتها في إعداد وصفات الطعام المختلفة إلى مشروع لصناعة مأكولات شعبية وحلويات غربية كمصدر رزق إضافي يحسّن وضع أسرتها.

"الشطارة" دافع

الجمل (29 عاما) حاصلة على دبلوم هندسة معمارية، لم يسعفها الحظ في الحصول على وظيفة دائمة، أو حتى مؤقتة، تشعر معها بأنها لم تضيّع سنوات عمرها في الدراسة هباءً، بل بقيت شهادتها حبيسة الأدراج.

تقول الجمل لـ"فلسطين": "يعيش قطاع غزة أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية طالت كل مناحي الحياة بسبب الخصومات من رواتب الموظفين، وزوجي يتقاضى في أحسن الأحوال نصف راتب، ولدي ثلاثة أطفال، وأنتظر الرابع، والراتب لا يغطي مصاريفهم".

وتضيف أنه في العام الماضي، لمعت في ذهنها فكرة الاستفادة من "شطارتها ونفسها الطيب" في الطبخ، بتأسيس مشروع ربحي يمكّنها من مساعدة زوجها في توفير احتياجات البيت، فوجدت تشجيعا منه ومن زوجة عمها وزوجة أخيها اللتين تساعدانها في إعداد الأطباق.

إلكترونيا، وعبر صفحة "منتجات كول وتهنى" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تسوّق "الجمل" ما تصنعه أناملها، فهي تنتج دقة، وزعتر، وزيت زيتون، ومعجنات، ومكدوس، وزيت زيتون، ومؤخرا بدأت بصنع الكيك، والحلويات الغربية مثل "تشيز كيك".

وتوضح: "بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني، فأنا أبيع ما أصنعه من مأكولات لبعض الجيران والأقارب".

وتبيّن: "بناء على طلب بعض الزبائن، وبعد الإقبال الذي وجدته على منتجاتي، أحببت أن أكتسب خبرات جديدة في صناعة الكيك والحلويات، فالتحقت بدورة في صنع الحلويات، ونجحت في ذلك، وبدأت بتصنيعها وتسويقها عبر الصفحة ذاتها، كذلك لمحيطي".

استثمري ما لديك

وتشير الجمل أنها بدأت مؤخرا بالمشاركة في المعارض الخاصة بالمنتجات النسوية، ولم تُوفّق في مشاركتها الأولى لعدم امتلاكها تجربة سابقة في المعارض، "ورغم ذلك عزمت على تكرار التجربة لأن النجاح لا يأتي فجأة ويحتاج إلى المثابرة والنفس الطويل".

ومن وجهة نظرها، فإن "معارض المشاريع الصغيرة مهمة للغاية، فهي تساعد السيدات على تسويق منتجاتها لفئة أكبر من تلك الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما إذا شهدت إقبالًا كبيرا من الحضور".

وتشكو الجمل من عدم توفر دعم لصاحبات المشاريع الصغيرة لتمكينهن من التغلب على ضعف الإمكانيات المادية.

وتقدم نصيحة للسيدات اللاتي لم يحصلن على فرص عمل، قائلة: "لا تنتظري أن يمد إليكِ أحد يد المساعدة، ولا تمدي يديك للجمعيات الخيرية لتحصلي على (كوبونة إغاثية) لا تغني ولا تسمن من جوع، بل فكري وأبدعي في ابتكار مشروعك الخاص لكي تجني مالا من كدّ يدك".

وتضيف الجمل: "من لا شيء، يمكن أن تصنعي شيئا تكسبين منه مالا، تستطيعين أن تستثمري ما يتوفر في بيتك في صناعة أي أكلة، وهي ليست شيئا مكلفا، ولا تجعلي المال عقبة أمامك لأنك تستطيعي أن تصنعي طبقا بأقل التكاليف".