لا يكاد يخلو يوم إلا وتعتدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، وتنتهك حرمتها وتمنع دفن المزيد من الموتى فيها.
ويحاول الاحتلال تغيير معالم وجغرافية المقبرة وإسلاميتها، عبر سلسلة من الهجمات والمداهمات، إضافة إلى فرض رقابة صارمة يومياً عليها، وخاصة على أجزائها الجنوبية، ومنع بناء القبور ودفن الموتى الفلسطينيين فيها.
وتقع المقبرة على بعد عدة أمتار من مدخل البلدة القديمة في القدس من جهة باب الأسباط ممتدة بمحاذاة سور المسجد الأقصى الشرقي وصولا إلى مشارف بلدة سلوان جنوبا.
ويكمن السؤال الأبرز حول السرّ والأسباب التي تدفع سلطات الاحتلال لاستهداف هذه المقبرة يومياً.
يُجيب عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس، مصطفى أبو زهرة، بالقول إن سلطات الاحتلال وأذرعها "سلطة حماية الطبيعة والحدائق" تعتدي على المقبرة وتداهمها بشكل شبه يومي.
وأوضح أبو زهرة لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يحاول فرض سيطرته على شريط أرض المقبرة من عدة جهات.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال بدأت بقطع الأشجار المحاذية للمقبرة، من أجل تحويلها لما يُسمى بـ "الحدائق التوراتية"، أو قاعدة لأعمدة القطار الهوائي "التلفريك"، ، لترتبط بعدد من مشاريع ومخططات الاستيطان التهويدية الجارية في منطقة ما تسمى "الحوض المقدس"، مُعتبراً تلك الإجراءات لطمس الشواهد العربية وإسلامية الأراضي الوقفية.
ولفت إلى أن 370 ألف مقدسي يدفنون موتاهم في المقبرتين الوحيدتين في مدينة القدس، وهما مقبرة باب الرحمة، ومقبرة باب الساهرة.
وفيما يتعلق بإجراءات التصدي لها، أوضح عضو الهيئة الإسلامية، أن الأخيرة تدرس الوضع القانوني لممارسات الاحتلال ضد المقبرة، والعمل على الحيلولة دون تنفيذ مخططات الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أن مساحة المقبر تصل إلى نحو 23 دونما وتمتد من باب الأسباط بطول 261 مترا ملاصقة لأسوار المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية الشرقية حتى منطقة القصور الأموية.
ويمتد عمرها إلى العهد الإسلامي الأول، وتضم جثامين كبار الصحابة، من أبرزهم: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، إضافة إلى رفات مئات الشهداء من الشخصيات الإسلامية المرموقة، ومن شهداء الانتفاضتين الأولى والثانية.