فلسطين أون لاين

​استعدادات مقدسية للتصدي لأية إجراءات مترتبة على قرار ترامب

...
شبان يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة على مدخل مدينتي رام الله والبيرة (الأناضول)
القدس المحتلة - مصطفى صبري

يتوقع المقدسيون إجراءات غير مسبوقة من الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة للكيان العبري.

ويتوقع المحلل السياسي ناصر الهدمي، أن يواجه المقدسيون إجراءاتٍ يمكن وصفها بالخطيرة؛ فالاحتلال سيرى قرار الرئيس الأمريكي ترامب ضوءًا أخضر لفرض مخططات التهويد التي ترمي إلى طرد المقدسيين، والتقليل من أعدادهم، وفي المقابل زيادة أعداد المستوطنين.

ويضيف لصحيفة "فلسطين"، هناك تخوف من عزل أحياءٍ مقدسية وإخراجها من المدينة، ما يُعد تهجيرًا صامتًا، بحيث يبقى الأهالي في منازلهم لكن خارج المدينة المقدسة ولا يحق لهم السكن فيها، على أن تُسحب الهويات منهم كما يجري الآن في كفر عقب ومخيم شعفاط.

وعلى صعيد المنازل المُهددة بالهدم لا يستبعد الهدمي أن يُفعّل الاحتلال الهدم الجماعي للمنازل، بعد أن أعطى القرار الأمريكي إشارة واضحة للاحتلال لتنفيذ ما يشاء من مخططاتٍ في القدس بإعلانها عاصمة شرعية له، وستكون البلدية في مقدمة المؤسسات التي تنتهك حق المقدسيين في المدينة المحتلة".

وفيما يتعلق بالتعليم في المدارس خمّن المحلل الذي يعيش في القدس أن يكون هذا هو سيناريو المرحلة القادمة: "سوف تستغل حكومة الاحتلال قرار ترامب بمنع تعليم أي منهاج فلسطيني داخل عاصمتها المزعومة، وذلك من منطلق أن أي عاصمة في العالم لا تسمح بإقرار منهاج يخالف هوية وطبيعة الدولة التابعة لها، ما سيؤدي إلى نشوب صراع مرير في هذه القضية، وسيفرض المِنهاج الإسرائيلي بالقوة على المدارس التابعة للمنهاج الفلسطيني كافة، حتى مدارس الأوقاف، وتلك التابعة لوكالة الغوث، والمدارس الخاصة، وكل من يخالف القرار الرسمي الإسرائيلي سيعرض نفسه للمساءلة القانونية".

وبشأن الولاية الدينية للأوقاف الاسلامية يعرب عن قلقه من أن يمسها خطر شديد قد يصل إلى درجة منع استمرار الولاية الدينية على المقدسات الإسلامية، كون القدس أضحت بعد القرار الأمريكي عاصمةً لكيان الاحتلال باعتراف أقوى دولة في العالم ، مضيفًا: "وما قامت به قوات الاحتلال في "مقبرة الرحمة" من إزالة الأشجار هو مقدمة _حسب ما يرى المراقبون_ لفتح باب الرحمة المغلق حتى يتسنى الاقتحام منه عوضًا عن باب المغاربة، وبذلك يضحي الاقتحام أسهل دون أن يضطروا إلى المرور من أمام المسجد القِبلي ومنطقة الكأس وبوابة المسجد المرواني للوصول إلى المنطقة الشرقية".

وعن فرض الجنسية الإسرائيلية على المقدسيين، يستبعد الهدمي فرض الاحتلال هذا الأمر؛ لأنه لا يريد ضم سكان جدد، فهو يريد أن يتخلص من أهلنا في الداخل الذي هم قبل إقامة كيان الاحتلال راسخون في أرضهم.

الخبير المقدسي د.جمال عمرو هو الاخر يبدو متشائماً؛ فمن بين توقعاته بشأن مدينة القدس تنفيذ عملية واسعة لضم المستوطنات المجاورة، حتى تختل المعادلة السكانية، ويصبح عدد المقدسيين قليلًا جدًّا مقارنة بأعداد المستوطنين من المجموع الكلي للسكان، ويلفت عمرو في حديثة لصيحفة "فلسطين" إلى أن عدد المقدسيين يبلغ نحو 330 ألف مقدسي، وستزيد أعداد المستوطنين بعد عملية الضم للمستوطنات الكبيرة مثل (معاليه أدوميم) وغيرها.

كما يتوقع استكمال مسلسل التهويد في البلدة القديمة وباقي الأحياء المقدسية لإزالة أية صبغة عربية وإسلامية، وستظهر مخططات كانت تنتظر تلك اللحظة التاريخية، فكل شيء مُتاح لدى الاحتلال في هذه المدة، وأمة المليارين تغط في سبات عميق، إلا أن القدس وأهلها سيرفضون هذا القرار ببقائهم وصبرهم وثباتهم، إنهم مستعدون لكل الاحتمالات الصعبة.