أجمعت شخصيتان فلسطينيتان متخصصتان في شؤون القدس، على وجود 4 حقائق ثابتة لا يمكن لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييرها في مدينة القدس، عقب إعلانها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وأجمع هؤلاء خلال أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، على أن القرار الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي أيضاً لا يمكنهما تغيير هذه الحقائق على أرض الواقع في القدس، باعتبارها إرثاً عربياً إسلامياً أسسها (الكنعانيون) منذ آلاف السنين.
وقال الباحث في شؤون القدس د.جمال عمرو، إن هذه الحقائق هي ذاتها التي لم يستطع الصليبيون على مدار 90 عاماً تغييرها عندما احتلوا القدس عام 1099م.
وأضاف عمرو لصحيفة "فلسطين": "لم يستطع الاحتلال الصليبي تغيير الحقيقة الدامغة بأن القدس للعرب والمسلمين إلى أن استطاع صلاح الدين الأيوبي تطهير الأقصى مجدداً عام 1187م بمعركة حطين".
والحقيقة الثانية، وفق الباحث المقدسي، أن الاحتلال لن يستطيع تغيير التاريخ والجغرافيا، فتاريخيا أول من أسس القدس هم العرب ( اليبوسيون الكنعانيون)، وهي جزئية خطيرة بالنسبة للاحتلال موثقة في كل الأبحاث والعلوم والآثار.
أما جغرافياً؛ فالقدس لديها حدود تطورت فيها جغرافيا، وهذه الحقائق دامغة باعتبار المدينة جزءًا من القرآن الكريم، بحسب عمرو.
وتابع أنه "رغم أن الاحتلال استطاع تغيير 22 ألف اسم بالقدس لمعالم وأحياء وشوارع، إلا أن التغيير ليس في الحجر والشجر الذي يستطيع الفلسطينيون تعويضه وبناءه من جديد، لكن التغيير الكارثي في البشر، فاحتلال الأرض سهل، واحتلال العقول هو الخطر".
وشدد على أنه لا يمكن تغيير وجه المدينة وحجارتها ذات الطابع المعماري العربي الإسلامي العثماني خاصة في البلدة القديمة، منوهاً إلى أن التواجد العربي الإسلامي في فلسطين والقدس لم ينقطع يوماً.
وأوضح أن الحقيقة الثالثة هي أن فلسطين والقدس حق وإرث للعرب المسلمين والمسيحيين وحدهم دون غيرهم، ولا يوجد دولة اسمها (إسرائيل) كي يكون لها عاصمة وهذا معروف في المواثيق الدولية.
وقال: "نحن نمتلك الحقيقة وموثقة لدينا، لذلك لن يستطيع طمسها، كون القدس مزدحمة بسكانها ومرابطيها الذين يرفضون مغادرتها".
ووفق عمرو، فإن الحقيقة الرابعة تتمثل في وجود الشعب الفلسطيني الذي لن يستسلم ويواصل دفاعه عن قضيته، "لذلك لا يستطيع الاحتلال ثني الفلسطينيين عن التفكير في استعادة حقوقهم المشروعة"، وفق قوله.
وذكر أن الفلسطينيين شرقي القدس صامدون وثابتون، وتصل أعدادهم قرابة 350 ألف مقدسي، لا يمكن تهجيرهم.
من جانبه قال الباحث بشؤون القدس في بيروت زياد الحسن، إن "للسيادة ركنين، هما القوة والحق، فالاحتلال يمتلك القوة ولا يمتلك الحق".
ورأى الحسن خلال حديثه لـ "فلسطين"، أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال "محاولة لاستدعاء المزيد من القوة لفرض الحق بها".
وأضاف "القوانين لا تنشئ الحقوق، لكن تعرفها بأنها حقوق طبيعية مكتسبة، ناشئة موجودة فتقوم القوانين بتشخيصها".
وتابع "حينما يفشل القانون في تشخيص الحق، يكون ظالما ولا يكون الحق ساقطا"، مبينا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يحسم لأن ركن الحق موجود وصاحبه موجود (الفلسطينيون) ولم ييأسوا.
وأشار إلى أن ترامب حاول إعطاء مشروعية للاحتلال للتحرك على الأرض بالقدس، مستدركاً " لكن إذا أفشلنا هذا الاعتراف وأشعرنا الاحتلال أنه أصبح أضعف به فلا يوجد قيمة له".
واستطرد الحسن: "يحاول الاحتلال التهويل نفسيا وإشعارنا أنه أصبح أقوى بأنه معه مشروعية أمريكية وأن علينا القبول بالواقع"، مشدداً على ضرورة مواجهة القرار وإفراغه من مضمونه.