فلسطين أون لاين

​الذكورة الناقصة

يتعاطى كثير من الشباب بعض الأدوية بغية التقوية الجنسية؛ دون الانتباه إلى مخاطر تلك الأدوية إذا ما تم تناولها في غير محلها وبدون تشخيص؛ مما يجعل من الأهمية بمكان أن نتطرق إلى هذا الموضوع.

غدة الخصية: الخصية عند الذكر بمثابة المبيض عند الأنثى وهي تقوم بإفراز الهرمون الذكري "التستوستيرون" من خلال خاصية تسمى "خلايا ليدنج" والتي تفرز حوالي 95% من هذا الهرمون بينما تفرز الغدة الكظرية فوق الكلى النسبة البسيطة الباقية؛ كما تفرز الخصية كمية بسيطة من هرمون الأنوثة "الإستروجين والبروجيسترون" وليس ذلك فحسب فتقوم الخصية كذلك بإنتاج وحدات التناسل الذكورية "الحيوانات المنوية".

قصور وظيفة الخصية: عندما تخفق الخصية في وظيفتها تضطرب الذكورة وقد يكتسب الشخص ملامح أنثوية فيصير ما بين الذكر والأنثى "مخنث" ولكن ما الذي يؤدي لضعف وظيفة الخصية وبالتالي حدوث نقص في هرمون الذكورة.

إن سبب ذلك قد يرتبط بالخصية أو قد يرتبط بالغدة النخامية المسيطرة على وظيفتها وتسمى الحالة الأولى بضعف وظيفة الخصية الأوّلى وتسمى الحالة الثانية بضعف وظيفة الخصية الثانوي.

متلازمة كلينفلتر: ومن أكثر حالات ضعف وظيفة الخصية انتشاراً من النوع الأول ما يسمى متلازمة كلينفلتر، أن الذكر والأنثى يتجدد جنين كليهما من الكروموسومات فكل البويضات تحمل كروموسوم x أما الحيوانات المنوية فبعضها يحمل كروموسوم x والآخر كروموسوم y وعندما تتلقح البويضة بحيوان منوي يحمل كروموسوم x يكون الناتج أنثى xx عندما تتلقح بحيوان منوي كروموسوم y يكون الناتج ذكر xy ، أما صاحب هذه المشكلة "متلازمة كلينفلتر" فإنه يحمل في خلاياه الجنسية كروموسوما زائداً من نوع x ، بسبب حدوث تلقيح لبويضة الأم تحمل xx بدلاً من x، أي أن جنسه تحدد على هذا النحو xxy بدلاً من xy كحال غالبية الذكور، وهذا العيب الجيني عادةً ما يحدث بين الأزواج من كبار السن عندما ينجبون.

الابن التعيس

وبذلك يجني هذا الوليد التعيس الذي لا ذنب له والذي يواجه في مستقبله سخرية المجتمع الظالم عادة، غير مكتمل الذكورة، حاملاً بعض الصفات الأنثوية أو "مخنث"، وهذه الأعراض يبدأ ظهورها عندما يمر بمرحلة البلوغ، فيلاحظ اكتسابه لهذه الأعراض والصفات الغريبة:

-تأخر علامات وأعراض البلوغ بصفة عامة.

-عدم ظهور شعر بالوجه "الشارب أو الذقن" وذلك في حوالي 80% من الحالات.

-صغر حجم الخصيتين أو ضمورهما يسبب اصابتهما بتليف.

- تضخم حجم الثديين.

-فقد الرغبة الجنسية وعدم حدوث انتصاب للعضو الذكري.

-يعاني غالبية المرضى من قصور ذهني وضعف القدرة على الاستيعاب والتحصيل وانخفاض معدل الذكاء.

- يعاني من اضطرابات نفسية بسبب إحراجهم في مواجهة الآخرين.

- لديه زيادة قابلية للإصابة بمرض السكري.

الفحوصات المعملية: هذه الفحوص تكشف عن وجود نقص شديد في منوي هرمون الذكورة، وعدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي.

ولو أجرينا فحصاً وراثياً لوجدنا أن المريض يحمل عدد 47 كروموسوم بدلاً من 46 وذلك بسبب زيادة الكروموسوم x ، وفي بعض الحالات يكون أكثر من كروموسوم x زائدا، وهذا يؤدي إلى زيادة الاختلال العقلي.

طرق العلاج:

يكون العلاج بإعطاء الهرمون الذكري في صورة اصطناعية لتعويض نقصه لكنه لن يؤدي لإنتاج حيوانات منوية وإنما يساعد في تحقيق الرغبة الجنسية وحدوث الانتصاب.

هل معنى ذلك أنه يمكن إعطاء الهرمون الذكري لزيادة القدرة الجنسية؟ بوجه عام فهذا خطأ فادح واعتقاد غير صحيح عكس ما قد يعتقد البعض فلا يجوز إعطاء هرمون الذكورة إلا في حالة نقص مستواه كعلاج تعويضي كما في حالة متلازمة كلينفلر.

أما الذين يعتقدون أنه كلما زاد هرمون الذكورة زادت الفحولة، فهم مخطئون لأن الهرمونات بصفة خاصة من الكيماويات التي يجب أن تكون ضمن معدلها الطبيعي فإذا قلت أو زادت حدثت متاعب وأضرار بالجسم؛ فبعض الفيتامينات مثلاً عندما تزيد عن حاجة الجسم فإن الجسم يتخلص منها مع البول وبالتالي تنتهي المشكلة.

أما الهرمونات فلا ينطبق عليها ذلك فدائماً زيادتها محفوفة بالمخاطر.

والأضرار المحتملة من استخدام العقاقير المحتوية على الهرمون الذكري بدافع تقوية الجانب الجنسي رغم وجود الهرمون في مستوى طبيعي؛ في حال اعطاءه لشخص لديه سرطان البروستات قد يكون هذا السرطان كامناً غير واضح ينشط الورم السرطاني ويحفز على نموه؛ كما تؤدي الجرعات الزائدة إلى إصابة الكبد بأضرار قد تصل إلى حد التليف الكبدي كما يحفز الهرمون على احتجاز كميات زائدة من الماء والسوائل بالجسم؛ ولذا لا يُقدم لمرضى الكلى أو الكبد أو القلب.