أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -مساء الأحد الماضي- قصف مدينة أسدود برشقة صاروخية "ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين"، في رشقة تعد الأكبر من نوعها منذ 6 أشهر على الأقل.
وتحدثت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن إصابة مباشرة في عسقلان وفق تقارير أولية، مؤكدة إصابة 3 أشخاص بجروح إثر الرشقة الصاروخية وتم نقلهم إلى المستشفى.
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إطلاق المقاومة للدفعة الصاروخية الأكبر منذ استئناف "إسرائيل" الحرب على قطاع غزة يحمل رسائل سياسية تفوق في أهميتها الرسائل العسكرية.
واعتبر الدويري في تحليله للعملية أن البعد السياسي والبعد الرمزي والبعد القيمي لإمكانية إطلاق الصواريخ من غزة يظهر أنه رغم كل ما يجري في القطاع، لا تزال المقاومة تمتلك مخزونات صاروخية، والأهم من ذلك، القدرة على توظيف هذه المخزونات في اللحظة التي ترتئيها قيادتها.
وقال الدويري: إنه قبل فترة، أطلقت المقاومة صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل وإنها وصلت إلى أطراف تل أبيب الكبرى، والآن تأتي الصواريخ لإثبات أن المقاومة تملك مخزونات بغض النظر عن حجمها، وتملك القدرة على توظيفها في اللحظة التي تختارها.
وحول تأثير إطلاق هذه الدفعة الكبيرة من الصواريخ، أكد الدويري أن تأثيرها على الواقع المجتمعي والسياسي في إسرائيل يفوق تأثيرها العسكري.
ولفت الخبير العسكري إلى أنه يمكن ملاحظة ردود فعل المعارضة الإسرائيلية، التي تؤكد أن الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 520 يوما لم يحقق أيا من الأهداف التي تتعلق بالبعد العسكري.
وأكد الدويري أن هذه العملية تثبت فشل كافة محاولات الاقتحام الإسرائيلية، رغم الطريقة التي يدير بها جيش الاحتلال المعركة الهجومية في مقابل إدارة المقاومة للمعركة الدفاعية.
ماذا نعرف عن صاروخ سجيل ؟
طورت المقاومة الفلسطينية ما يُعرف بـ”صاروخ سجّيل” أو “S55″، ويبلغ مداه 55 كيلومترًا، وتبلغ زنة رأسه المتفجر 10 كيلوغرامات، وتم استخدامه في قصف مناطق متعددة وسط فلسطين المحتلة، بينها مناطق روحوفوت واللد وريشون ليتسيون، التي تقع جنوبي مدينة تل أبيب.
ففي مثل هذا اليوم عام 2014م، أطلقت كتائب القسام –لأول مرة- صاروخها (S55) أو (سجيل 55( المصنّع محلّيًا في قطاع غزة، والذي ضرب مدينة اللد في شمال فلسطين المحتلّة لأول مرة في تاريخ الصراع بين المقاومة والمحتل، مفجّرة بذلك مفاجأة كبيرة في وجه العدو الإسرائيلي.
وقد أوقع الصاروخ عددًا من الإصابات في صفوف الإسرائيليين، ولم تسمح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بذكر تفاصيل واضحة حول الأعداد أو تحديد مكان وقوعه.
وصاروخ "سجيل" هو صاروخ باليستي أرض-أرض، تم تطويره من قبل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة. يُعتبر صاروخ سجيل أحد الصواريخ المتطورة التي تمتلكها كتائب القسام، وقد تم الكشف عنه لأول مرة في عام 2014. ويتميز هذا الصاروخ بمدى طويل وقدرة على حمل رؤوس حربية متفجرة.
ويُعد صاروخ سجيل 55 جزءًا من استراتيجية حماس لزيادة قدرتها على الردع وتحقيق التفوق في حرب الصواريخ مع (إسرائيل).
ويُعتبر هذا الصاروخ بمثابة خطوة كبيرة في تطور قدرات القسام الصاروخية، ويعكس سعيها لتحسين قدراتها العسكرية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والموارد المتاحة.
وتسعى حماس من خلال صواريخها، مثل سجيل 55 إلى تعزيز قدرتها على ضرب أهداف في أعماق الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يزيد من الضغط على حكومة الاحتلال في أي مواجهة عسكرية.