كثيرًا ما تعاني النساء بعد الولادة من مشكلات مع أزواجهن ولكن عامل الخجل يجعلهن يترددن في السؤال عما يمكن أن يخفف عنهن أو يأخذن بالنصيحة المناسبة لتخفيف تلك المعاناة وسنقوم باستعراض بعض تلك المشكلات وحلولها على النحو التالي:
1) مشكلة جفاف المهبل بعد الولادة: إن المهبل بعد الولادة لا يعود لحالته الرطبة الطبيعية إلا بعد انقضاء أسابيع بعد الولادة؛ ولذلك تشعر السيدة أحيانًا خلال المعاشرة الجنسية بشيء من الألم بسبب جفاف المهبل، ولكن مع استمرار الاتصال الجنسي يقل هذا الجفاف نسبيًا لخروج بعض الإفرازات المهبلية من قناة بارثولين وعمومًا يمكن التغلب على هذه المشكلة ببساطة بوضع مواد زيتية مخصصة لهذا الغرض مثل الجل المهبلي أو يمكن استخدام أي زيت مناسب مثل زيت نباتي أو زيت الأطفال.
2) اتساع قناة المهبل بعد الولادة: من الطبيعي بل من المفروض أن يحدث اتساع لقناة المهبل بعد الولادة، وقد يزيد هذا الاتساع في حالة عمل مشق للعجان (التوسيع) لتسهيل الولادة بافتراض عدم التئام هذا الشق الجراحي تمامًا؛ أو بسبب خياطة جراحية خاطئة تتسبب في اتساع المهبل وفتحته وعدم عودته إلى حالته الطبيعية.
ومن الطبيعي أيضًا أن تزيد درجة هذا الاتساع مع تكرار الولادات؛ فمن البديهي أن يكون المهبل عند المرأة التي ولدت خمس مرات مثلًا أوسع بكثير عنه بالنسبة للمرأة التي ولدت مرة واحدة والتي لم تلد أصلًا.
ومشكلة هذا الاتساع أنه قد يتعارض مع الإحساس بمتعة المعاشرة الزوجية وخاصة بالنسبة للزوج؛ ولكن يجب أن تعلمي أن جدران المهبل تمتاز بقدرة كبيرة على التمدد وهذه الخاصية ضرورية جدًا لحدوث الولادة ولكن هذا الاتساع الناتج عن الولادة يقل تدريجيًا على مدى بضعة أسابيع أو أكثر من ذلك، ولكن لا يجب أن نتوقع بالطبع أن يعود حجم المهبل لحجمه قبل الولادة تمامًا ولذلك فإن مشكلة هذا الاتساع تكون وقتية لحد ما؛ أما مشكلة الاتساع الزائد بسبب عمل التوسيع فإن هذه يمكن التغلب عليها بإجراء جراحة بسيطة لإعادة تشكيل حجم المهبل.
3) مشكلة الجماع المتقطع: وهي من المشكلات الأخرى المتوقعة بعد الولادة والتي تعوق العملية الحميمية، هي مشكلة وجود ضيف جديد يحتاج لعناية ورعاية وهو الوليد؛ فقد يؤدي صراخ الطفل لحاجته للرضاعة أو لأي سبب آخر إلى قطع الانسجام بين الزوجين؛ وهذه يمكن حلها ببساطة بالحرص على تنظيم مواعيد الرضاعة واختيار الأوقات المناسبة لاجتماع الزوجين.
4) الجماع بعد القطع والخياطة: وفي حالة إجراء قطعٍ وخياطة أثناء عملية التوسيع سواء لإجراء عملية قيصرية أو لإجراء توسيع؛ فإن هذا التدخل الجراحي لا شك أن سيمثل عقبة للمعاشرة الجنسية وخاصة أن هذا التدخل الجراحي قد يؤدي إلى مشكلات أخرى مزعجة مثل صعوبة قضاء الحاجة سواء التبول أو التبرز أو الإحساس بألم أثناء المشي بل والإحساس بعدم الارتياح؛ وضيق في أثناء ارتداء بعض الملابس التي تحتك بأعلى الفخذين لكن هذه المشكلة تزول تدريجيًا.
ويجب على الزوجين تكييف المعاشرة الجنسية بطرق محتملة للزوجة؛ وحتى لا تطول مشكلات التدخل الجراحي فإنه يجب ملاحظة أن حدوث القطع والخياطة يمكن أن تشجع على التلوث والعدوى وخاصة حدوث عدوى بمكان التوسع؛ وتظهر علامات ذلك في صورة حدوث تورم واحمرار بمكان الجرح وربما ظهور صديد وارتفاع درجة الحرارة ويجب عند احتمال حودث هذا التلوث أن يتم العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة لسهولة القضاء على العدوى.
5) مشكلة امتلاء الثديين: كما يمثل الثديان عقبة أخرى نظرًا لزيادة حساسيتهما للمس بسبب امتلائهما بالحليب بعد الولادة إضافة لاحتمال تسرب الحليب منها سواء بالضغط عليها في أثناء الاتصال الجنسي أو نتيجة لإفراز هرمون أكستوسين الذي يزيد إفرازه عند الهياج الجنسي؛ مثلما يخرج بمجرد مص الوليد للحلمة؛ وللوقاية من مشكلة تسرب الحليب في أثناء الجماع يمكنك القيام بإرضاع طفلك قبل الجماع مباشرة لإفراغ الثديين وإذا كان الحليب متدفقًا وزائدًا على حاجة الوليد يجب القيام بعصر الثديين يدويًا لتفريغ حليب الثدي؛ ولاحظي أن امتلاء الثديين بالحليب وعدم حدوث تفريغ كامل لهما يؤدي مع الوقت لألم والتهاب الثدي.