فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير "محمود"... ضحيَّة تذوب بصمت في مجاعة لا ترحم

...
"محمود"... ضحيَّة تذوب بصمت في مجاعة لا ترحم
غزة/ محمد القوقا:

في زقاق ضيق بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يعيش محمود عبد البارئ (شاب يبلغ 26 عاماً مصاب بضمور مزمن) واقعاً إنسانياً مأساوياً يزداد سوءاً مع استمرار الحصار الإسرائيلي، الذي يدخل شهره الثامن عشر، وسط مجاعة غير مسبوقة تضرب القطاع.

داخل منزل بالكاد نجا من القصف، ترقد والدته بجانبه، تواسيه وتحاول تأمين الحد الأدنى من الرعاية في ظل غياب مقومات الحياة. تقول أم محمد، وهي تمسح جبينه في غرفة تحجب أشعة الشمس نوافذها المحطمة والمغطاة بالبلاستيك: "محمود يحتاج لطعام خاص: لحوم مسلوقة، خضار، فواكه، لكن منذ أكثر من شهر لا نحصل على شيء. بعد إغلاق المعابر توقف كل شيء".

في الثاني من مارس/آذار، أغلقت (إسرائيل) جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما فاقم الأزمة الإنسانية التي وصفتها منظمات حقوقية محلية بأنها "الأسوأ منذ عقود".

تدهورت صحة محمود بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث يعاني من "ضمور الاثنى عشر". وبحسب والدته، يعاني من إسهال مستمر، وانخفاض حاد في ضغط الدم، ونقص بوتاسيوم، وتدنٍ خطير في درجة حرارة الجسم. تقول لصحيفة فلسطين: "لم يتبقَّ لدينا إلا الأرز الأبيض. لا أملك حفاضات نظيفة له، وأغطيه بأغطية جمعتها من تحت أنقاض بيت ابنتي بعد أن دمره القصف".

تعيش الأسرة من دون كهرباء منذ 17 شهراً، وتعتمد على مياه ملوثة أو شحيحة. وتحمل الأم ملفاً طبياً قديماً، تتنقل به بين مؤسسات محلية ودولية دون جدوى. "الجواب نفسه في كل مكان: لا إمكانيات. حتى الحفاضات لا أستطيع شراءها".

فقدت العائلة معيلها الوحيد قبل خمس سنوات، فيما توقف الابن الأكبر، محمد، عن العمل بعد أن مُنع الصيادون من دخول البحر منذ 7 أكتوبر 2023. "كنت أطعم محمود البطاطا المسلوقة، اليوم لا توجد حتى البطاطا"، تقول الأم، مضيفة أن حاجاته من الطعام والدواء والحفاضات تتجاوز 700 شيكل شهرياً، "لكننا نعيش على الصفر".

في رمضان الماضي، نُقل محمود إلى مستشفى محلي إثر تدهور حالته، لكنه خرج بعد عشرة أيام دون تحسن يُذكر. "عاد كما هو، ولا أمل لي سوى الدعاء"، تتابع والدته.

المصدر / فلسطين أون لاين