فلسطين أون لاين

بالصور بصبر طويل.. توثق عدسة الريماوي جمال الحياة البرية في فلسطين

...
المصور حسن الريماوي

يمضي الفلسطيني حسن الريماوي (39 عاما)، ساعات طويلة متخفيًا يرصد بعدسته جمال الطبيعة الفلسطينية بالضفة الغربية، وتنوعها الحيوي، في محاولة منه للحفاظ على الحياة البرية وما يهددها من مخاطر.

ويقول الريماوي وهو من بلدة بيت ريما إلى الغرب من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إن مشواره بدأ من طبيعة منطقة أنطاليا التركية، ثم الضفة الغربية.

والريماوي تاجر ورجل أعمال، غير أنه يهوى التصوير والتصوير الفوتوغرافي بحسب قوله، ويرى نفسه فيه.

يرتدي الريماوي ملابس خاصة، ويتخفى بواسطة معدات متخصصة ويبقى ساكنا بين الجبال والسهول والأودية ليأخذ صورًا يقول إنها "غير عادية".

والمصور الهاوي يحب التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ويملك معدات من ماله الخاص، وطموحه بإيصال جمال الطبيعة الفلسطينية للعالم، وقد منحته جائحة "كوفيد 19" وقتا ثمينا استثمره بعيدا عن المجتمع بين الجبال عاشر الحيوانات البرية والطيور والنباتات.

ويضيف: "وجدت في الطبيعة الفلسطينية تنوعا حيويا مميزا، إضافة إلى وجود نحو 200 نوع من الطيور المهاجرة التي تحط في فلسطين، فبلادنا ليست فقط مباني أثرية وأماكن مقدسة، هي طبيعة متكاملة وغنية قد يكون غير متوفر في كثير من دول العالم".

أصعب أنواع التصوير

ويشير إلى أن تصوير الحياة البرية من أصعب أنواع التصوير، إذ يجب أن تتعرف على سلوكيات الطيور والحيوانات وسلوكها في الأكل ومعرفة أماكن عيشها.

وتابع الريماوي: "الأصعب من كل ذلك التخفي والبقاء في وضع سكون لفترات طويلة قد تستغرق نحو 6 ساعات في بعض الأحيان".

ويمضي إلى القول: "المصور يتخفى وينتظر الطائر أو الحيوان أن يأتيه لا أن يذهب إليه، لكي توثيق طريقة عيشه بصورتها الطبيعية دون وجود عنصر بشري يؤثر سلبيا في سلوكه وطبيعته (...) نسبة النجاح تكاد تكون 10%".

واستطاع الريماوي التقاط صور يقول إنها غاية في الجمال، في الطبيعة التركية بمنطقة طرابزون، وفي فلسطين التقط صورا للبومة تصيد عصافير وهي صور نادرة في عالم البومة، على حد قوله، قائلًا إنه رصد صورا لطائر العقاب والثعابين، وأخرى للذئب العربي وأطفاله.

ويفتخر الريماوي بعمله، إذ استطاع أن يعرف الناس على الثروة البيئية في فلسطين، "وكثيرا ما كانت التغذية الراجعة للصور تشير إلى استغراب الناس من كون مثل هذه المناظر في الطبيعة الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنه يسعى إلى خلق ثقافة لدى السكان بضرورة الحفاظ على الطبيعة وعدم رمي النفايات والرعي الجائر وصيد الطيور والغزلان.

ويرفع التاجر الفلسطيني صوته من أجل الطبيعة الفلسطينية التي "تشكو من مخاطر تسرب المياه العادمة إلى مشارب الطيور والحيوانات، فالبيئة الفلسطينية مهددة، يهددها الاستيطان الإسرائيلي وزحفه المتواصل على الجبال والغابات، والصيد الجائر، والمياه العادمة التي تتسرب بين الأودية".

مخاطر

وعمل الريماوي ورصده يجعله عرضة لكثير من المخاطر، أبرزها إعاقات واعتداءات من قبل الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه، مبينًا أنه كثيرا مما يتوجه إلى شمالي الضفة الغربية ومناطق الأغوار الشمالية التي تعد غنية بالتنوع الحيوي، "الأمر الذي يجعلنا عرضة لمضايقات الاحتلال".

ويبين أن قوات الاحتلال احتجزته عديد المرات لساعات، بسبب وجود أدوات التمويه والاخفاء التي تشبه إلى حد كبير معدات الجيش.

ويشير إلى أن سلوك طرقات يعبرها المستوطنون وخاصة في ساعات الليل عند العودة من العمل يجعلهم هدفًا لاعتداءات المستوطنين، "ومنذ نحو شهر لم أستطع الوصول إلى شمالي الضفة الغربية من جراء سياسة الإغلاق والتوتر في نابلس وجنين تحديدا".

طموح

ويطمح الريماوي بالوصول إلى العالمية عبر توثيق الحياة البرية ونقلها للجمهور بصورة لم يشاهدوها من قبل.

وأردف: "قد يكون ذلك عبر عقد عمل مع جهات إعلامية كمجلات أو قنوات تلفزيونية تهتم بالبيئة (...) يوجد جمال حقيقي مخفي في البيئة الفلسطينية".

ونظم المصور الفلسطيني معرضا لصوره في رام الله، ويطمح إلى تنظيم معارض أخرى في دول العالم.

حسن الريماوي (4).jpg 
حسن الريماوي (3).jpg 
حسن الريماوي (2).jpg 
حسن الريماوي (1).jpg
 

المصدر / الأناضول