يعد احتباس الماء في الجسم تجمّعًا للماء في الجسم، وتعرف طبيًا باسم "الوذمة"، وتظهر على شكل انتفاخات في الأطراف والبطن.
يتسرب سائل يدعى "اللمف" بانتظام إلى أنسجة الجسم من الدم. والجهاز اللمفاوي عبارة عن شبكة من الأنابيب في جميع أنحاء الجسم تقوم بتصريف هذا السائل من الأنسجة، وإفراغه مرة أخرى في مجرى الدم.
ووفق مجلة "إيلي" الألمانية التي تعنى بالصحة فإن احتباس السوائل يحدث بسبب عوامل عديدة، ولكنه يهاجم المرأة أكثر من الرجل بسبب التغيرات الهرمونية الشهرية مدة الحيض.
ويوضح استشاري أمراض الصدرية والباطنة د. أحمد الربيعي أن مشكلة احتباس السوائل في الجسم مشكلة صحية بسبب المخاطر التي تشكلها على الدورة الدموية والأوعية والقلب، كما أنها قد تشير للإصابة بأمراض الكلى.
وعن كيفية حدوث الوذمة، يقول: "عندما لا يستطيع الجسم تصريف سائل يدعى "اللمف" يتسرب بانتظام إلى أنسجة الجسم من الدم. والجهاز اللمفاوي عبارة عن شبكة من الأنابيب في جميع أنحاء الجسم تقوم بتصريف هذا السائل من الأنسجة، وإفراغه مرة أخرى في مجرى الدم".
ولاحتباس الماء في الجسم عدة أسباب، منها: الوقوف لمدة طويلة فتتجمع السوائل في أنسجة أسفل الساق، والطقس الحار إذ يميل الجسم إلى أن يكون أقل كفاءة في إزالة السوائل من الأنسجة في أشهر الصيف، والحروق بما ذلك حروق الشمس التي تجعل الجسم يحتفظ بالسوائل فيتضخم كاستجابة للإصابة.
ويلفت إلى أن بعض النساء يعانين من الوذمة في الأسبوعين السابقين للدورة الشهرية، كما تحفز هرمونات الحمل الجسم على الاحتفاظ بالسوائل الزائدة، وحبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين يمكن أن تحفز احتباس السوائل.
إضافة إلى العوامل السابقة، يذكر الربيعي أن سوء التغذية وبعض الأدوية من مسببات احتباس السوائل، فنقص البروتين أو فيتامين "ب 1" قد تؤدي لاحتباس السوائل، وبعض الأدوية، كأدوية ارتفاع ضغط الدم والكورتيكوستيرويدات والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، من المعروف أنها تسبب احتباس السوائل".
وينبه الربيعي إلى أن الوذمة تكون خطيرة عند المرضى الذين يعانون القصور الوريدي المزمن أكثر الفئات عرضة لاحتباس السوائل، حيث تفشل الصمامات الضعيفة في أوردة الساقين في إعادة الدم إلى القلب بكفاءة، ومرضى الكلى، والكبد، والرئة، أو الأورام السرطانية التي تسد هياكل الجهاز الليمفاوي، ومرض الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل.
وثمَّ نوعان من احتباس الماء في الجسم، ومنها الوذمة العامة التي تسبب تورمًا لجميع أجزاء الجسم، والوذمة الموضعية التي يتأثر بها أجزاء معينة من الجسم.
وللوذمة أعراض عامة تظهر في صورة تورمات ولا سيما في القدمين والكاحلين واليدين، وألم في أجزاء الجسم المصابة، وتصلب في المفاصل، إضافة إلى زيادة سريعة في الوزن على مدى بضعة أيام أو أسابيع، وتقلبات الوزن غير المبررة.
علاج الوذمة
ويتضمن علاج الوذمة إذا لم تكن لأسباب مرضية أو دوائية، وفق الربيعي، بالتقليل من تناول الملح وعدم إضافته في أثناء عملية الطهي، والتوقف عن تمليح الوجبات الغذائية على المائدة، والحذر عند تناول الأطعمة المصنعة.
وينصح بأن يعمل المريض على إنقاص وزنه الزائد وأداء بعض التمارين الرياضية ولو قليلًا، وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، والحرص على عدم الخروج من المنزل في أجواء الحرارة المرتفعة، واعتماد روتين حياة ثابت فيما يتعلق بمواعيد النوم والاستيقاظ، والتقليل من المشروبات المدرة للبول مثل الشاي والقهوة.
ويرى الربيعي أنه يمكن مواجهة احتباس الماء في الجسم بالإكثار من شرب الماء، حيث يساعد ذلك على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم وترطيبه، لذلك يجب شرب ما لا يقل عن 8 أكواب ماء يوميًا، والإكثار من الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم أو المغنيسيوم أو فيتامين ب6 أو نسبة عالية من الماء، مثل الخيار والبطيخ والأناناس والأفوكادو.