فلسطين أون لاين

مسؤولان: (إسرائيل) تحاول استغلال الظروف الدولية لإنهاء عمل "أونروا"

...
رام الله / غزة - أحمد المصري

أكد مسؤولان مختصان في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال الظروف الدولية والإقليمية لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بشكل نهائي.

وشدد المسؤولان على أن محاولات الاحتلال لإنهاء عمل أونروا "قديمة جديدة"، وتنبع من كون هذه الوكالة تمثل رمزا وشاهدا حيا على قضية اللاجئين ونكبتهم سنة 1948، وعقبة أمام أي مشاريع سياسية مستقبلية قادمة.

وكانت صحيفة "معاريف" العبرية كشفت أول من أمس أن دولة الاحتلال بدأت حملة سياسية بالشراكة مع الإدارة الأمريكية لتغير التفويض الممنوح لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التابعة للأمم المتحدة.

ووفقا للصحيفة فإن مسؤولا من وزارة خارجية الاحتلال قام قبل أسابيع بزيارة الولايات المتحدة وعرض حلولًا طرحتها دولته في هذا الإطار، فيما لفتت إلى أن وفدًا آخر سيتوجه قريبا لواشنطن للحديث في نفس المهمة.

منذ نشأتها

مسؤول ملف اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، د. عصام عدوان، قال إن دولة الاحتلال ترفض عمل "أونروا" منذ نشأتها، وهي تعتبر أن وجود هذه الوكالة الدولية أمر من شأنه أن يحافظ على قضية اللاجئين ويحفظها من "التذويب".

وأشار عدوان في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن سلطات الاحتلال تنظر إلى خطورة وجود "أونروا" واستمرار عملها في مناطق العمليات الخمس التي تديرها، وذلك بصورة معاكسة لنظرة الولايات المتحدة السابقة التي رأت فيها أن الوكالة من شأنها أن تساهم جليًا في توطين اللاجئين، ودمجهم في المنطقة التي يعيشون عن طريق التشغيل.

ونبه إلى أن الاحتلال يحاول وكما هو مشاهد استغلال الظروف الدولية والإقليمية وتغير وجهات النظر تجاه القضايا المختلفة، نحو تحقيق أهدافها المتعلقة بوقف عمل أونروا وإنهاء خدماتها، واستئناف جهودها السابقة في نفس المضمار.

وأوضح أن سلطات الاحتلال ووصولا لهدفها المنشود بإنهاء خدمات أونروا وعملها، وفي ظل استجابة أطراف وشخصيات أمريكية لرغباتها، تحاول تمرير مرادها عبر خلق أجواء عالمية تتفهم فكرتها بإنهاء "أونروا" عبر تشويه الأخيرة واظهارها كداعمة للإرهاب، وأن الأموال التي يدفعها العالم لها تذهب لدعم المقاومة.

وشدد عدوان على أن دولة الاحتلال لا تيأس من محاولات إنهاء عمل "أونروا"، وأن ذلك لا بد أن يقابله وعي كامل من قِبل الجهات الفلسطينية، بالعمل على رفع الصوت عاليًا أمام أي إجراءات بخصوص تقليص خدمات عمل "أونروا" أو إنهائه.

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية إذا ما وجدت فرصة ترى فيها عدم إمكانية نشوء أي تحرك للفلسطينيين في سياق إنهاء عمل "أونروا"، فإنها ستعطي الضوء الأخضر لإنهاء عمل أونروا، والتساوق مع ما تريده دولة الاحتلال.

وفي 11 من يونيو/ حزيران الماضي، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، "إنه حان الوقت لتفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

خطر محقق

من جهته، أكد رئيس لجان مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية أحمد ذوقان، أن سلطات الاحتلال، ترى في استمرار عمل "أونروا"، خطرًا محققًا على مشاريعها لاسيما السياسية، لاعتقادها أن وجود الوكالة الأممية يُثبت بصورة مباشرة حق اللاجئين، ويشير إلى حقهم في العودة.

وقال ذوقان في حديث لـ"فلسطين"، إن الاحتلال نجح وعلى مدار سنوات في اكتساب من يؤيد هدفه بإنهاء "أونروا"، فيما أنه يحاول أيضًا استغلال الظروف السياسية الدولية والإقليمية لتمرير هذا القرار من دون إحداث أي ردة فعل من شأنها أن تثير حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية ضدها.

وشدد على أن حملة الاحتلال ضد "أونروا" ومحاولة الحث على إنهاء عملها "قديمة جديدة"، لافتا من جهة أخرى إلى أن رمزية "أونروا"، ووجودها كشاهد على النكبة التي تعرض لها الفلسطينيون، تمثل عقبة أمام أي حلول ومشاريع مستقبلية قادمة.

وأكد ذوقان أن التراجع المستمر من "أونروا" في تقديم خدماتها للاجئين في مناطقها الخمس، هو نتيجة واضحة لجهود الاحتلال دوليا في منع التمويل لها، مبينًا أن الاحتلال لن يستطيع دفعة واحدة انهاء عمل "أونروا" بقدر ما أنه يستطيع ذلك تدريجيا عبر تخفيض وتقليص خدماتها المقدمة للاجئين.

وأسست الجمعية العامة للأمم المتحدة "أونروا" عام 1949 بعد تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم خلال نكبة عام 1948، التي أعقبت تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتقدم حالياً المساعدة لنحو5 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في الشرق الأوسط، وفقا لكريس جانيس كبير المتحدثين باسمها.