فلسطين أون لاين

وخفض الطاقة وتوسيع التصدير

منتجو الحجر والرخام في الضفة يطالبون بحمايتهم من المستورد

...
رام الله-غزة/ رامي رمانة:

طالب منتجو الحجر والرخام في الضفة الغربية بحماية إنتاجهم من المستورد، وخفض أسعار الطاقة، وتوسيع آفاق التسويق الخارجي، إلى جانب الضغط الدولي على سلطات الاحتلال لوقف عراقيلها أمام استخراج الحجر من المقالع الموجودة في مناطق (ج). 

وتعد صناعة الحجر والرخام من الصناعات المهمة للاقتصاد الوطني، إذ تساهم بنسبة تقارب (4.5) من الناتج القومي الإجمالي، وتشغل أيدي عاملة كثيرة. 

وأكد المنتج عبد الرحمن أبو الرب من جنين شمال الضفة الغربية أن صناعة الحجر والرخام من الصناعات الأساسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الفلسطيني، لكنها اليوم تواجه تحديات وعقبات.

وأوضح أبو الرب لصحيفة "فلسطين" أنه يعمل ووالده في هذه المهنة منذ أكثر من 25 عاماً، وأنها تعد من المهن الرئيسة في جنين نظراً لتوافر الحجر في المنطقة.

وأضاف أبو الرُب أنه يسوق منتجه إلى بقية محافظات الضفة الغربية والداخل المحتل، منبهاً إلى أن المشتري الإسرائيلي يبيع المنتج الفلسطيني في أسواق خارجية على أنها إسرائيلية وبأسعار مضاعفة.

ودعا أبو الرب اتحاد صناعة الحجر والرخام للعمل على حماية منتجاتهم من المنتجات الأجنبية المنافسة، وتنفيذ برامج لتطوير وتنمية صناعة الحجر .

من جهته أوضح المنتج أدهم النتشة من بيت لحم جنوب الضفة الغربية أنه يعمل في صناعة الحجر منذ أكثر من 15 عاماً، إذ يُنتج صناعة متعددة الألوان والأشكال، ما بين الرخام الأسود، والمسمسم، والراوي، والأصفر.

وأوضح النتشة لصحيفة "فلسطين" أن استخدام الحجر في الإنشاء عنصر أساسي، خاصة في الواجهات والسلالم والمطابخ، وأنه بمصنعه المقام على مساحة دونم، يحاول أن يلبي أذواق الزبائن عبر تطويع التكنولوجيا الحديثة في صناعة الحجر.

 لكن النتشة أكد أن صناعة الحجر تحتاج إلى تسهيلات وحوافز حكومية، خاصة خفض أسعار الطاقة، وتقديم إعفاءات جمركية على المواد المستوردة الداخلة في العملية الإنتاجية، وحماية الإنتاج الوطني من المستورد، مشيراً إلى أن طاقة مصنعه الإنتاجية نحو 250 مترًا مربعًا يومياً.

بدوره قال رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية نور الدين جرادات، إن معظم مقالع الحجر في الضفة الغربية في مناطق (ج)، والاحتلال يُعيق الوصول إليها، ما يشكل أكبر تحدٍّ أمام هذه الصناعة المهمة من حيث زيادة الإنتاج والتصدير.

وأضاف جرادات لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل تسويق صناعة الحجر والرخام الفلسطيني إلى الخارج، فيضطر الفلسطيني إلى تسويقه محليا وإلى السوق في الداخل المحتل.

وأشار جرادات إلى أن صادرات فلسطين من الحجر والرخام لا تتعدى (10%)، وأن صناعة الحجر في فلسطين تساهم في (5%) من إجمالي الناتج المحلي، و(4.5%) من إجمالي الناتج القومي، وتعد من أكبر المشغلين للأيدي العاملة، وهي بحاجة إلى اهتمام على المستوى الرسمي.

وبين جرادات أن عدد المنشآت العاملة في صناعة الحجر والرخام بالضفة الغربية نحو (800) منشأة شاملة (مصانع، ومحاجر، وكسارات، وورش عمل)، وتتمركز غالبيتها في جنوب الضفة في الخليل، وفي شمال الضفة في نابلس، مشيراً إلى أنها تقدم منتجات لواجهات المنازل والمحال التجارية، وأعمال البلاط والديكور، وتركيب المطابخ وأحجار الزينة، بما يعادل (16) مليون متر مربع سنويا.

وأضاف جرادات في حديثه أن صناعة الحجر والرخام توفر نحو (50) ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. وتتعدد ألوان الحجر بين الأبيض الأكثر شهرة، والأصفر "الكريمي" والأحمر، والمائل للزرقة.

وتعد صناعة الحجر والرخام واحدة من أقدم الصناعات التاريخية في فلسطين، وتعود جذورها إلى آلاف السنين.