فلسطين أون لاين

تشققات خطيرة في الجهة الغربية للأقصى.. الاحتلال يصبُّ الزيت على النار

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة–غزة/ يحيى اليعقوبي:

من جديد تصب سلطات الاحتلال "الزيت على النار" في المنطقة الغربية للمسجد الأقصى، التي افتَتحت فيها نفقاً عام 1996، واندلعت في إثرها "هبة النفق"، وارتقى خلالها 88 شهيداً، عقب إقدام الاحتلال على إزالة الأتربة وانكشاف أساسات الأقصى.

ونتيجة حفريات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى، وخاصة في السور الغربي قرب المتحف الإسلامي، وباب المغاربة الملاصق لحائط البراق، وصولاً لمنطقة القصور الأموية، بدأت تظهر تشققات جديدة "خطيرة"، وفق ما وصفها باحثون مقدسيون.

يقول أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت د. جمال عمرو، إن الحفريات التي يُتحدث عنها حاليًا هي رقم 58 في منطقة لا يجوز الحفر فيها، علماً أن المسجد الأقصى مُدرج تحت حماية المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، منذ عام 1981.

وتنص اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 على أن بعض مواقع العالم لها "قيمة عالمية استثنائية"، ويجب أن تشكل جزءاً من التراث المشترك للبشرية، وأدرجت مدينة القدس القديمة وأسوارها (1981) بالاتفاقية.

حفريات سرية

وأضاف عمرو لصحيفة "فلسطين"، أن جميع أعمال الاحتلال بالحفريات تتم بالسرية، إلا أنه أجبر في أكثر من محطة على الكشف عن الحفريات، مثل حفر نفق عام 1996، أسفل المدرسة العمرية على خط طريق المجاهدين.

ويُعد هذا النفق الأشهر والأهم، حيث يصل طوله إلى نحو 450 متراً وارتفاعه إلى مترين ونصف المتر، ويحتوي على منشآت أخرى، مثل متحف وكنس وغيرها.

وبيّن عمرو أن التشققات الجديدة حدثت في منطقة حائط البراق، والأروقة المجاورة له، وفي منطقة المتحف الإسلامي، والمدرسة الأشرفية، متوقعًا أن يكشف الشتاء القادم عن "مصائب كبرى" بعد قيام الاحتلال بتفريغ الأتربة.

وبحسب قوله فإن الانهيارات والتشققات ليست جديدة، فعام 2011 حدث انهيار في المسجد الأقصى نجمت عنه حفرة مجهولة الأعماق، وذلك في المنطقة الترابية، إلى جانب مصطبة أبي بكر الصديق قبالة باب المغاربة من الداخل في الجهة الغربية للمسجد الأقصى.

وفي أواخر يوليو/ تموز 2018، سقطت صخرة كبيرة من أقصى جنوب الجدار الغربي للأقصى، نتيجة الحفريات الجارية بمحاذاة القصور الأموية، وفي العام نفسه برزت تشققات واضحة بسور الأقصى من الجهة الشرقية بفعل مواد غريبة سكبها مستوطنون على الجدار.

وحذر عمرو من "كارثة محققة" نتيجة استمرار التشققات ولا سيّما بناء الأقصى، هو نظام إنشائي عربي إسلامي قديم قائم على قواعد ثقيلة تتراص فوق بعضها، وبالأسفل تسندها قواعد صخرية وترابية.

الخطورة في الحفريات هي الآثار المترتبة عليها، وكذلك الاستيلاء على الفراغات الجديدة التي قد تحصل من جراء الانهيارات وإنشاء كنس بديلة عنها، وصناعة رواية سردية يهودية بديلة عن الوجود العربي والإسلامي، وفق عمرو.

أساسات مكشوفة

لكن خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، يقول إن أساسات الأقصى أصبحت مكشوفة بفعل الحفريات التي ينفذها الاحتلال أسفله، مشيراً إلى أنها "حفريات قديمة جديدة"، ظهرت آثارها السلبية من تساقط حجارة من الجدار الجنوبي وتشقق في الجدار الغربي.

وأكد صبري في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنه لا يمكن مواجهة هذا الخطر إلا بحراك من الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها الأردن للضغط على الاحتلال.

واستدرك "الحفريات تقع أسفل الأرض، وتتم بحراسة تمنع الوصول إليها، لذلك يبقى الشعب الفلسطيني غير قادر على منعها".

وأوضح أن أحد أسباب حدوث التشققات نتيجة منع لجنة إعمار الأقصى من الترميم، وإدخال المواد اللازمة، كمشاريع صيانة أسوار الأقصى، وتبليط الساحات الترابية.

وحذر صبري من أن الهدف من الحفريات هو تعريض البناء للانهيار بزعم حدوث زلزال كما كان يتوقع الاحتلال يؤدي لانهيار البناء، ويعولون كثيرًا على ذلك، لكن حصلت عدة زلزال في فلسطين وكانت خفيفة.

وأشار إلى أن هناك زلزالاً ضرب فلسطين في العشرينيات من القرن الماضي وهُدمت بفعله أجزاء من المسجد الأقصى، وأعيد بناؤها، فلا يعني هدم البناء نفي القدسية، لأن القدسية للأرض.