فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

‏﴿رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً﴾
البقرة 201

 التوازن المنشود المأمول من المؤمن في الدنيا التي لم يُخلق لها، وإنما {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (هود 61)، فالدنيا ليست هدفًا بل وسيلة. لكن، لا تنسى نصيبك منها، {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (الأعلى 17). {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات 56). هذا التوازن بين الدنيا والآخرة هو السلوك الذي نعيشه مع أهلنا في غزة، حيثما وجهت نظرك، ترى مشاهد للعاملين من أجل الآخرة وكأن الدنيا غير موجودة، وللدنيا وكأنها باقية أبدًا. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا، ولدنياك كأنك تعيش أبدًا."

 توازن ثاني علينا أن نعيشه في حياتنا في ظل أيام وليالي المحرقة، فلا نعيش لأنفسنا. فالدنيا زائلة، وبشكل سريع جدًا، والموت أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد. فالدنيا ليست محل بكاء عليها، ولذلك يجب أن نعيش لقيمة ولقضية، ولشعبنا العظيم. فمن عاش لفكرة ولقضية، عاش كبيرًا ومات عظيمًا.

 توازن ثالث في الحياة هو الذي يمنحك مفاتيح التأثير والعطاء والسعادة. توازن الأداء وصرف الأوقات، مصداقًا لقول رسول الله ﷺ: "إن لربك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لنفسك عليك حقًا، فأعطِ كل ذي حق حقه."

هذه هي وصفة التوازن في شتى المجالات. وعليك بناءً عليها أن تعيد ترتيب الأولويات والمهام، وتضع خطة حياتك لتعيش فيها عزيزًا سعيدًا، وتلقى الله شهيدًا فائزًا.

الحياة في غزة علمتنا كيف نحيا من أجل قيمة وغاية نبيلة. ولا شيء أعظم من تحرير أرضنا المقدسة وفق وعد الله تعالى لنا. وفي بحر الحياة المتلاطم الأمواج في غزة {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} (هود 42)، عليك أن يكون لك دور ورسالة ومهمة. وتوظف علمك، وعملك، وجدك، وجهدك، ومالك في طريق القيمة الكبرى والنصر العظيم بتحرير فلسطين. {عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} (الإسراء 51).

المصدر / فلسطين أون لاين