فلسطين أون لاين

النظام البيئي بالضفة يتعرض لتغيرات جوهرية جراء ممارسات الاحتلال

...
حرائق متعمدة يشعلها مستوطنون في أراضي المواطنين
غزة- رام الله / رامي رمانة:

أكد مسؤولون في الزراعة وخبراء في البيئة أن النظام البيئي في الضفة الغربية يشهد تغيرات جوهرية خطيرة بسبب تعديات سلطات الاحتلال، في مخالفة واضحة للأنظمة الدولية، وسط صمت دولي مطبق لما يحدث، وطالبوا المؤسسات الرسمية والأهلية بضرورة التحرك العاجل لوقف الهجمة الإسرائيلية الممنهجة.

ولا تزال سلطات الاحتلال مستمرة في مصادرة وتجريف الأراضي الزراعية لإنشاء قواعد ومواقع تدريبية عسكرية، وتحرق المحاصيل الزراعية بذرائع أمنية واهية، كما أن إقامة جدار الفصل العنصري قد قضم مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة ودمّر آبار مياه جوفية، إضافة إلى ذلك تدفن المستوطنات الصناعية مخلفاتها الكيميائية في أراضٍ فلسطينية.

وتطرق د.عرفات حنيني، المسؤول في الإغاثة الزراعية بالضفة الغربية المحتلة، إلى أبرز مظاهر انتهاكات سلطات الاحتلال للعناصر البيئة هناك.

وقال حنيني لصحيفة "فلسطين": إن "جدار الفصل العنصري الذي أقامته سلطات الاحتلال بدواعٍ أمنية كاذبة قضم مساحات كبيرة من أراضي المزارعين -وبخاصة الخصبة منها- وهجّر الطيور والحيوانات البرية، في حين أن القواعد الأسمنتية الكبيرة للجدار والأسلاك الشائكة المحيطة تسببت في تلف التربة الزراعية وزادت من  مساحات الأرض الزراعية المصادرة".

وكانت حكومة "أرئيل شارون" بدأت في يونيو/ حزيران من عام 2002، في بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، بزعم منع تسلل منفذي العمليات الفدائية إلى دولة الاحتلال.

وفي السياق، أضاف حنيني أن المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية تتخلص من مخلفاتها السائلة والصلبة السامة بدفنها داخل أراضي المزارعين الفلسطينيين، وهي تتسبب بمكرهة صحية وضرر كبير للتربة الزراعية.

كما تطرق حنيني إلى مساعي سُلطات الاحتلال المستمرة للهيمنة على أراضي المواطنين الزراعية في منطقة الأغوار، وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة.

وتُعرّف منطقة الأغوار بأنّها المنطقة الممتدة على الشريط الشرقيّ للضفة الغربيّة المحتلة عام 1967. وتشكّل نحو 28% من مساحة الضفة الغربيّة، ويقدّر عدد الفلسطينيين في منطقة الأغوار بحوالي 65 ألف فلسطينيّ.

وأكد حنيني ضرورة أن تتكاثف جهود المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالحفاظ على البيئة والمؤسسات الأهلية والقانونية، لفضح ممارسات الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية، وتبيان خطورة ذلك على الكرة الأرضية، خاصة وأن العالم يحتفل العام الحالي تحت شعار لا نملك سوى أرض واحدة.

من جهته قال جورج كرزم الباحث في الشأن البيئي: إن المساحات الخضراء في الضفة الغربية آخذة في التقلص التدريجي بسبب سياسات الاحتلال العنصرية تجاه الأرض الفلسطينية وهو ما ينذر بالخطورة على المكونات البيئة.

وأوضح كرزم لصحيفة "فلسطين": أن الاحتلال الإسرائيلي يبدأ هيمنته على الأراضي الفلسطينية بدعوى أنها محمية طبيعية ليتبين لاحقًا أنها مصادرة لصالح إقامة مستوطنات إسرائيلية.

وبين كرزم أن سلطات الاحتلال تحاول تفتيت القرى الفلسطينية وزرع بينها مستوطنات حيث تحولت القرى الفلسطينية اليوم إلى أشبه بكنتونات معزولة ويصعب عليها التواصل فيما بينها.

ونبه إلى أن سلطات الاحتلال تستغل المناطق الفلسطينية للسيطرة على صناعة الحجر والرخام وهي من أكثر الصناعات المضرة بالتربة والبيئة، خاصة إذا ما كانت الكسارات والمحاجر قريبة من مناطق زراعية خصبة، كما أن الأتربة الناتجة تتسبب بأمراض لدى المواطنين، علاوة على التلوث الضوضائي.

وحث كرزم سلطة جودة البيئة على فضح ممارسات الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية، وتنظيم زيارات للوفود الأجنبية والحقوقية إلى المناطق التي تتعرض لاستهداف بيئي ممنهج للوقوف عن كثب، والاطلاع على ما تتعرض له البيئة من اعتداءات إسرائيلية متواصلة.

ولفت كرزم إلى أن الحال في قطاع غزة أشد سوءًا من الضفة الغربية، خاصة وأن القطاع محاصر منذ سنوات طويلة، وخلاله اضطرت البلديات إلى توجيه مياه الصرف الصحي إلى البحر لعدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيل محطات المعالجة، كما أن إطلاق قوات الاحتلال القذائف الصاروخية المستمرة تجاه الأراضي الفلسطينية تسبب في تفتيت التربة الزراعة وتفككها.