فلسطين أون لاين

​الرابع مكرر على مستوى الوطن بمعدل 99.6%

بعد أن شُقّ قلبه.. المتفوق "سلامة" يشق طريقه نحو طبيب قلب

...
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

أدرج الطالب المتفوق محمود أحمد سلامة اسم مدينته خان يونس في قائمة المجد بحصوله على الترتيب الرابع مكرر على مستوى الوطن في امتحانات الثانوية العامة "إنجاز" الفرع العلمي بمعدل 99.6%.

وأصبح منزل سلامة مزارا للمهنئين من جميع أطياف الشعب الفلسطينية وألوانهم، خصوصا أقاربه وأصدقاءه، بالتفوق الباهر.

وغيبت نسبة 0.1% محمود عن المنافسة على لقب الأول على فلسطين مكرر في الفرع العلمي؛ لكن ذلك لم يغيب الفرحة عن منزله الذي تحول إلى ساحة للفرح والأهازيج الفلسطينية السعيدة.

سلامة وصف فرحة التفوق بـ"العظيمة" والتي لا تعدلها فرحة خاصة أنها أضفت السعادة عليه وعلى عائلته وعلى مدرسته وعلى أهالي الحي الذي يسكنه، وسكان مدينته الذين افتخروا فيه.

وذكر أسبابا عديدة لنجاحه والتحاقه بقائمة المتفوقين على مستوى الوطن، أولها توفيق الله له، وثانيها التخطيط والإعداد الجيد للعام الدراسي، وثالثها الدعم النفسي واللوجستي المتواصل من والدته التي كانت بمثابة أم وأب وأخت وأخ بالنسبة له، وفق حديثه.

ولفت إلى أنه حاول التغلب على أزمة الكهرباء، من خلال التخطيط المسبق وتوفير إضاءة بديلة، والتركيز على الدراسة في ساعات النهار بالدرجة الأساسية، مشيرا إلى تغلبه على الإرهاق والتعب في شهر رمضان أثناء تقديم الامتحانات بالصبر.

وأهدى نجاحه إلى روح والده المتوفى منذ أن كان في الصف الأول، وأقاربه وعائلته وأبناء شعبنا الفلسطيني والشهداء والأسرى والجرحى.

وأوضح أنه ينوي دراسة الطب البشري تخصص جراحة القلب، مرجئا ذلك لإجرائه عملية جراحية في القلب عندما كان صغيرا تمثلت في إغلاق ثقب في قلبه، في مشافي الاحتلال، وما صاحب ذلك من معاناة كبيرة وصعوبات واجهت عائلته.

وقال: "أريد أن أخدم أبناء شعبي وأخفف من الصعوبات التي تواجههم في العلاج خارج قطاع غزة المحاصر".

وهنأ المتفوقين والناجحين في امتحان الإنجاز، متمنيا الحظ الأوفر لمن لم يحالفهم الحظ في النجاح، موضحا في ذات الوقت "أن فرص النجاح ما زالت ماثلة أمامهم وعليهم أن يجتهدوا ويجدوا في دراستهم".

نجاحٌ لغزة

بدورها، أوضحت والدته المعلمة مريم سلامة، أنها تلقت خبر تفوقه بسرور وفرحة كبيرة، مشيرة إلى أن النتيجة كانت متوقعة، كون نجلها مجتهدا في دراسته منذ صغره، ويحفظ القرآن الكريم منذ الصف الثالث الابتدائي.

وأشارت إلى أن والده توفي وهو في الصف الأول الابتدائي لذلك عاش يتيمًا؛ لكنه قهر ظروف يتمه بعزيمته ومساندة من حوله له، قائلة: "محمود لا يحتاج أحدا لتدريسه فهو يعرف خبايا المنهاج بنفسه ويكتشفها، ولديه قدرة على تحليل المعلومات وحل المسائل".

وتابعت سلامة: "المشكلة الكبيرة التي واجهت محمود هي المشكلة التي تواجه جميع سكان قطاع غزة وهي أزمة الكهرباء، وهو بدوره تخطاها بدراسته في النهار"، معتبرة أن نجاحه نجاح لغزة التي تعيش ظروفا قاهرة وحصارا مطبقا، ورغم ذلك يبدع أبناؤها ويحصلون على معدلات عالية.

وأهدت نجاح نجلها إلى أرواح الشهداء والأسرى والجرحى وللشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده.