فلسطين أون لاين

​"الأبراج العسكرية" في الضفة تحصي أنفاس الفلسطينيين

...
صورة أرشيفية
قلقيلية - مصطفى صبري

تتنوع الإجراءات العسكرية الإسرائيلية على الارض في الضفة الغربية، إذ تعتبر الأبراج العسكرية المحصنة من أشد الإجراءات "فتكا" بالفلسطينيين، فمن داخلها يرقب الجنود حركات الفلسطينيين ويوجهون دوريات الاحتلال باتجاههم، أو يعاجلونهم بالرصاص إذا كان الامر لا يحتمل التأخير.

اكثر الأبراج ارتفاعا في شمال الضفة الغربية البرج العسكري الواقع على ما يسمى شارع السامرة رقم واحد بالقرب من قرية كفل حارس قضاء محافظة سلفيت، وهذا البرج يشرف على واد قانا الشهير ومنطقة حاجز مسحه وبلدات بديا وقراوة بني حسان والى مدينة سلفيت، ومزود هذا البرج بمصعد كهربائي لارتفاعه ومولد كهرباء كبير ومنطقة محاطة بالجدار الاسمنتية .

القرى المحيطة بهذا البرج تقع تحت سيطرته على مدار الساعة، وسكانها يصفونه بنذير الشؤم في المنطقة، وضحاياه كثيرة منذ تشييده في بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 ، بحجة توفير الامن للمستوطنين ، حيث قتل عدد من المستوطنين بالقرب منه بنيران مقاومين".

مجلس قرية كفل حارس المقام على اراضيها اكد لصحيفة "فلسطين" أن هذا البرج اشد فتكا من المستوطنات القريبة، فهو دائم المراقبة لعشرات التجمعات المحيطة، وهذا يعني ان المنطقة بأكملها منطقة عسكرية ، وتنطبق عليها اجراءات تؤدي الى استهداف كل شيء يتحرك من مركبات او اشخاص او حتى من هم داخل المنازل.

وفي بلدة عزون شرق قلقيلية زرع الاحتلال برجين عسكريين أحدهما في المنطقة الغربية والاخر في المنطقة الشمالية، وتم استهداف العديد من اطفال وفتية البلدة بالرصاص واستشهد العديد منهم.

وقال مسؤول ملف الانتهاكات في البلدة في بلدية عزون حسن شبيطه لصحيفة "فلسطين": "بلدة عزون تعيش مأساة الابراج العسكرية، والبوابات الامنية، فهناك برجان وست بوابات، تحاصر عشرة آلاف مواطن يتحركون في مساحة ضيقة، وهذه الابراج العسكرية تمارس ضدنا كأنواع الانتهاكات، فالمزارع لا يسلم ومن داخل المنزل يتعرض للانتهاك، لأن أي إشارة من البرج للدوريات العسكرية يكون نتاجها اقتحام وتخريب وتدمير واعتقال لأطفال البلدة المحاصرة".

واضاف شبيطه: "بلدة عزون لا يوجد فيها ملعب بلدي نتيجة اقامة برج عسكري بجانبه، ويحظر علينا الوصول اليها، وطلبت منا السلطات الاسرائيلية استخدام طريق عزون جيوس للوصول اليه، بحجة أن وصولنا من الطريق الالتفافي يهدد امن المستوطنين، ورفضنا عرضهم لأن الاحتلال يريد ان يستغل وجود الملعب بعد تأهيله كونه مهجورا منذ بداية التسعينات عند شق الطريق الالتفافي شمال البلدة ، لأغراض عسكرية وتدريبات لجيش الاحتلال".

بدوره، اكد الناشط في مقاومة الاستيطان محمد زيد ان هذه الأبراج ذات هدف امني خطير، فهي تجعل الفلسطيني وحياته تحت الزناد، فكل من يتحرك في مساحة البرج العسكري عرضة لإطلاق الرصاص، فمن خلالها تمارس الانتهاكات بكافة انواعها، وهذه الابراج منتشرة في كافة انحاء الضفة الغربية وعلى امتداد الجدار العنصري لحراسته من عمليات التسلل او التسلق.

وأضاف زايد لصحيفة "فلسطين": "كما أن عمليات اطلاق النار لا قيود عليها من قبل الجنود فوق هذه الابراج فلا رقيب ولا حسيب والجندي هو من يقرر توقيت اطلاق النار على الفلسطينيين".