يشهد العصر الحديث تطوراً تكنولوجياً ومعلوماتياً منقطع النظير، حيث فرضت التكنولوجيا الحديثة نفسها على مختلف مجالات الحياة كما سهلت التواصل بين الناس عبر الشبكة العنكبوتية التي أدت إلى تقارب الزمان والمكان.
وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله؛ فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل حجرات الدراسة، وبين أروقة المدارس، والجامعات، إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو: تأسيس تعليم متكامل يعتمد على هذه التقنيات، وهو ما سُمِّيَ بالتعليم الإلكتروني، وهذا ما جعل من التعليم الإلكتروني وسيلةَ العصر؛ مهدت للاطلاع على العلوم في الاختصاصات، في وقتٍ قياسي وبجودةٍ عالية وبجهدٍ أقل.
وقد أخذ التعليم الإلكتروني بالانتشار في جميع أنحاء العالم، وظهرت عوامل جمة أدت إلى توجه المؤسسات التعليمية نحوه، من بينها إمكانية توفير فرص أكبر نحوه، وخفض تكلفة التعليم العالي، ويمكن من خلاله خفض تكلفة التعليم بما يوازي التعليم التقليدي؛ كما أشار باحثون إلى الميزات المتحققة من خلال وسائل التعلم التفاعلي المتزامنة، وغير المتزامنة، وتعزيز مهارات التأمل الذاتي، وقد سعت الجامعات المفتوحة إلى اعتماد التعليم الإلكتروني بأشكال متعددة.
ويمثل التعليم الإلكتروني منظومة تعليمية؛ لتقديم البرامج التعليمية، أو التدريبية للمتعلمين، أو المتدربين، في أي وقت، وفى أي مكان، باستخدام تقنيات المعلومات، والاتصالات التفاعلية مثل: الإنترنت، والإذاعة، والقنوات المحلية أو الفضائية أو الأقراص المدمجة، أو البريد الإلكتروني، أو التعليم المحوسب، أو المؤتمرات العلمية عبر الفيديو كونفرنس، وذلك؛ لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية متعددة المصادر.
ولقد تطور التعليم الإلكتروني في صور وأشكال فاقت ما ذكر من خلال؛ توظيف وسائل الاتصال ووسائل الاعلام الحديث؛ مما جعل من عملية التعليم والتعلم ميسورة، وهذا ما سهل من عملية التنسيب مع الجامعات، ومتابعة الدراسة لجميع فئات المتعلمين فلم تعد العملية التعليمية مقتصرة على فئة الطلبة العاديين بل شملت الجميع، وكذلك في ظل جائحة كورونا كان لزاماً باعتماد التعليم الإلكتروني بديلا عن التعليم الوجاهي، وقد بذلت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين جهداً وفيرا في إعطاء الجامعات والمدارس كل التسهيلات اللازمة لإنجاح تجربة التعليم الإلكتروني، وأن المؤسسات التعليمية أثبتت أنها على قدر المسؤولية في تخطي الصعوبات التي تواجهها في هذا المجال.
وقد أوصت الوزارة بدعم التعليم الإلكتروني بأنظمة وقوانين، واعتماد التعليم الإلكتروني كتعليم مساند خلال جائحة كورونا وما بعد كورونا، وتوفير مختبرات افتراضية في إطار عملية رقمنة التعليم العالي، ومواصلة تطوير الطلبة والكادر وتدريبهم على منصات وتقنيات التعليم الإلكتروني والتصميم وإعداد المحتوى، وضرورة عقد الامتحانات بشكل وجاهي حال التمكن من ذلك، واعتماد العلامات الرقمية، وإنشاء منصة وطنية للتعليم الإلكتروني وفق دليل مرجعي معياري، وأن تقوم المؤسسات التعليمية بمراعاة طبيعة المساقات كونها نظرية أو عملية، وضرورة تبادل الخبرات والمحتوى خاصة في إعداد المحتوى الإلكتروني بين مؤسسات التعليم المختلفة، ومخاطبة الجهات ذات العلاقة لتحسين خدمة الانترنت.
وتقوم الوزارة بتدريب كافة المعلمين والمعلمات على التعليم الإلكتروني وتضع خططا تحفيزية بحيث يكون التعليم الإلكتروني في كافة مدارس فلسطين؛ كذلك وتعمل الوزارة على تطوير البوابة الإلكترونية؛ بحيث تحوي مصادر تعليمية ذات علاقة بالمنهاج الفلسطيني وتعزز التواصل بين مجتمع المعلمين والمدارس وكذلك بين الأهل والطلاب.
والأهم من ذلك، تحسين خطوط الإنترنت في المدارس؛ وكذلك البيئة الإلكترونية داخل المدارس كافة، وذلك يشمل مختبرات الحاسوب وتحسين الشبكة الداخلية والبيئة الصفية؛ ما يضمن استخدامًا فعالًا للتعليم الإلكتروني.
أولاً: تعريف التعليم الإلكتروني:
يمكن تعريف التعليم الإلكتروني على أنه: "منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للطلاب أو المتدربين في أي وقت وفي أي مكان باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل (الإنترنت والقنوات التلفزيونية والبريد الإلكتروني وأجهزة الحاسوب والمؤتمرات عن بعد..) بطريقة متزامنة أو غير متزامنة".
ويمكن اعتبار التعليم الإلكتروني أسلوبا من أساليب التعليم يعتمد في تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم على تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشكل يتيح للطالب التفاعل النشيط مع المحتوى والمدرس والزملاء بصورة متزامنة أو غير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدرته، وإدارة كافة الفعاليات العلمية التعليمية ومتطلباتها بشكل إلكتروني من خلال الأنظمة الإلكترونية المخصصة لذلك.
ثانياً: أهمية التعليم الإلكتروني:
1ـ يعمل على تقليل التكاليف، حيث إنه لا يحتاج للذهاب للمنشأة التعليمية لوجود منشأة خاصة تقوم بعمل دورات دراسية.
2ـ متوفر لجميع الأفراد والفئات العمرية المختلفة، حيث يستفيد منه الأشخاص من جميع الفئات العمرية على كسب مهارات مفيدة وعمل دورات دراسية، كما يوفر تعليما منظما ومحايدا للمحتوى التعليمي للطلاب.
3. له دور في زيادة التعلّم وتقليل الوقت، ويتسم بالمرونة.
4. صديق للبيئة؛ وذلك لأنها لا تحتاج لاستخدام الأوراق والأقلام التي قد تضر بالبيئة عند التخلص منها.
ثالثًا: مشكلات التعليم الإلكتروني:
- الاحتياج لبذل الجهد والوقت في تدريب المعلمين حول كيفية التعامل مع وسائل التعليم الإلكتروني
- قلة وعى المجتمع حول مبادئ التعليم الإلكتروني
- رفض بعض المعلمين من إدخال وسائل التعليم الإلكتروني إلى مجالاتهم
- تعرض المواقع الإلكترونية للاختراق وبذلك تكون غير آمنة على أداء العملية التعليمية
- صعوبة إلغاء التعليم التقليدي واستبداله بالتعليم الإلكتروني
- ارتفاع تكاليفه
- قلة مراكز الصيانة المستخدمة في حل المشاكل التقنية
- عدم توافر البيئة التحتية
- عدم توافر الأشخاص ذو الخبرة والكفاءة في مجال التعليم الإلكتروني
- صعوبة التحضير
- يسبب العزلة بسبب تعامل الطلاب مع أجهزة الكمبيوتر
- نقص التدريب والدورات التدريبية
- عدم وجود عدد كاف من أعضاء هيئة التدريس ذو الخبرة في مجال التعليم الإلكتروني
- له القدرة على مواجهة العديد من المشاكل الأكاديمية مثل: مشاكل التعلم- التقييم الذاتي عدم وجود خبرة كافية للتعامل مع التعليم الإلكتروني
- ارتفاع تكاليف بدء التشغيل لأعضاء هيئة التدريس
- عدم وجود إلكترونات لدعم اللغة العربية وهذا يؤدى إلى صعوبة استخدامها
- التشتت وعدم الالتزام بسبب كثرة المعلومات
- انقطاع الإنترنت وبعض المشكلات الفنية
- صعوبة التقويم
- فقدان العامل الإنساني في التعليم
رابعاً: حلول مشكلات التعليم الإلكتروني
- تحسين البنية التحتية
- الاستفادة من الخبرات الخارجية في مجال التعليم الإلكتروني
- عمل دورات تدريبية للطلاب في مجال التعلم من وسائل التعليم الإلكتروني
- نشر ثقافة التعليم الإلكتروني بين الناس، وتنمية وعي الطلاب بأهميته.
- تدريب كوادر متخصصة للإشراف على التعليم الإلكتروني.
- على المعلم أن يجعل المادة التعليمية أكثر تفاعلا وذلك من خلال تخطيط وتصميم برنامج تدريبي يعتمد على أساليب وطرق عرض جذابة وممتعة
- العمل على توفير مختبرات مجهزة بالحواسيب وتحسين شبكة الإنترنت
- توفير أجهزة حاسب حديثة بمختبرات الحاسوب لسهولة استخدامها
- توفير المواد الدراسية الكترونياً.
- العمل على زيادة التنسيق بين إدارة التدريب ومناهج التعليم المتعلقة باستخدام التعليم الإلكتروني
- اهتمام المعلمين بالبرامج التعليمية التي تساعدهم في المقررات الدراسية
- زيادة التركيز على المعلم وإظهار شخصيته أمام المؤسسة التعليمية حتى لا يشعر بأنه شيء تقليدي
- توسيع مجال الاتصال اللاسلكي