فلسطين أون لاين

لأجل القدس..."المال معوض"

...
صورة تعبيرية الدفاع عن القدس
ريما عبدالقادر

في أثناء عملي في إعداد التقارير والقصص الصحفية، والتي منها كانت لشباب قد وضع كل واحد منهم كل ما يملك أي وضع "تحويشة العمر" من أجل أن يقيم له مشروعه الذي يحلم فيه ويعمل على توسيعه فكنت أجد أنه يقدم مشروعه عن الكثير من الأشياء التي يحبها وهو يردد في نفسه: "أن يتوسع المشروع أولى فهو حلمي منذ زمن".

ومنهم من وضع مهره وقدم عمله على خطوة الخطوبة من أجل ذلك بحيث يستقر عمله حتى يساعده في ذلك على تأسيس الخطوة التالي في تكوين أسرة مسلمة جديدة.

ولكن كل ذلك تحطم وأصبح ركامًا وقبل أن تدمر صواريخ الاحتلال هذه المشاريع كان يصل إلى قلب كل شاب دفع ما يملك من أن أجل أن يبصر مشروعه نور الأمل، ومع ذلك الجميع كان يشترك في كلمات قد تختلف حروفها بعض الشيء إلا أن جميعها يشترك في "القدس".

ولا يوجد صاحب مشروع دُمِّر مشروعه إلا وختم حديثه: "المال معوَّض لكن القدس ما بتتعوض"، "لأجل القدس بتهون الخسائر"، "المال مهما بلغت خسارته ممكن يتعوض لكن القدس إن راحت مين بده يعوضها؟!".

وحينما نجد هذه الكلمات قد صدرت من شباب نيقن بأن شباب غزة يعلمون جيدًا مؤشر بوصلتهم أين يجب أن تُشير، ويتم السير في طريقها.

يعلمون جيدًا أن القدس عقيدة والتخلي عنها أو جزء منها هو اهتزاز في صحة إسلامه، ويعلمون أن القدس معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، ويعلمون أن القدس والدفاع عنها هي منهجهم وطريقهم الصحيح.

ويعلمون جيدًا أن الله تعالى سيعوضهم خيرًا حينما احتسبوا الأمر له وهم يرددون قوله تعالى:"... إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" (الكهف:30).

ويعلمون جيدًا حينما يسألون الرحمن بأن يربط على أفئدتهم رباط الصبر فإن الله تعالى يبشرهم بقوله: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ..."( البقرة:155/156/157).