فلسطين أون لاين

مقتل عشرات المدنيين في قصف جوي على الموصل

...
الموصل - (أ ف ب)

قتل عشرات المدنيين في الجانب الغربي لمدينة الموصل إثر ضربات جوية نفذت خلال الأيام الماضية في إطار عمليات استعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، حسبما أفاد مسؤولون عراقيون.

وتقصف مقاتلات القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مواقع تنظيم الدولة الاسلامية لإسناد تقدم القوات العراقية، لكن لم يعرف حتى الأن من هي الجهة المسؤولة عن الضربات الأخيرة.

وقال بشار الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى أن "جهود اخراج الجثث من تحت الأنقاض مستمرة".

فيما أكد محافظ المدينة نوفل حمادي في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" أن "أكثر من 130 مدنيا قتلوا جراء القصف الجوي الذي قامت به طائرات التحالف الدولي لمواقع داعش في حي الموصل الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية".

وقال إن "تنظيم داعش الإرهابي يسعى لإيقاف زحف القوات العراقية في الموصل بأي ثمن فهو يجمع المدنيين في مواقعه ويستخدمهم كدروع بشرية" على حد تعبيره.

وقدر مسؤولان آخران اعداد الضحايا بالمئات، لكن لم يكن ممكنا التأكد من الحصيلة من مصادر مستقلة.

وشارك التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بآلاف الضربات الجوية التي مكنت القوات العراقية من استعادة مساحات شاسعة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة في غرب وشمال البلاد.

وقال ضابط برتبه عميد في القوات العراقية فضل عدم الكشف عن هويته إن "اكثر من 27 دارا سكنية دمرت بينها ثلاث دور بشكل تام عقب تعرض المباني بالحي لقصف جوي عقب قيام عناصر داعش باستهداف طائرات مقاتله وتنفيذ عمليات قنص مميتة للقطعات العراقية التي تقاتل في الأزقه" على حد قوله.

واكد أن "داعش يجمع الأهالي في دور سكنية ويستغل المواقع السكنية المرتفعة لتنفيذ عمليات القصف".

بدوره، طالب عضو مجلس محافظة نينوى عبد الرحمن الوكاع، القوات العراقية بتغيير التكتيك المعتمد حاليا، "ليتناسب مع خطط داعش".

وأوضح أن التنظيم "يستخدم المدنيين كدروع ويجمعهم في البيوت حتى يتم قصفها".

وقال حمادي إن السلطات العراقية شكلت لجانا "لتأمين نقل المدنيين (النازحين من غرب الموصل) وتقديم كافة أشكال المساعدات لهم".

وفي مخيم للنازحين جنوب الموصل، التقى مراسل "فرانس برس" مع عدد من سكان الحي الذين شهدوا عمليات القصف وقتل أفراد من عائلاتهم في القصف، بعد أن تمكنوا من الفرار صباح السبت.

وقال منهل سمير خضير إن "منزلنا يقع مقابل الدار التي قصفت، كان في داخله نحو 170 شخصا. هذه العائلات أخرجها داعش من حي العامل الذي حررته القوات العراقية وجلبوهم معهم".

وأضاف أن "العائلات كانت تسكن في منزل شخص يدعى ابو توفيق صعد فوقه أحد قناصة داعش وبدأ يطلق النار على القوات العراقية وقامت طائرة بقصف المنزل بصاروخ".

بدوره، قال ابن شقيقه عمر مهند سمير إن "البيت سقط على رؤوسهم. كلهم راحوا (قتلوا) والمنازل في محيطنا كلها سقطت واشتعلت النار فيها".

وأضاف أن "الجثث لا تزال في البيوت، أنا فقدت خمسة أفراد من عائلتي وقتل جميع أفراد بيت عمي".

من جهة أخرى، أعلنت السلطات العراقية السبت فرار أكثر من 200 ألف شخص من الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادته من قبضة تنظيم الدولة.

وكشفت دائرة المعلومات والبحوث في وزارة الهجرة والمهجرين في بيان عن "ارتفاع أعداد النازحين من مناطق الساحل الأيمن (الغربي) لمدينة الموصل إلى 201275 شخصا منذ انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن للمدينة في 19 شباط/فبراير".

وأشارت الوزارة إلى أنه تم إيواء 86235 شخصا في مخيمات الجدعه والحاج علي ومدرج المطار في ناحية القيارة جنوب الموصل، و39314 شخصا في مخيمات الخازر وحسن شام وجه مكور و3255 في مخيم النركزلية التابع لمحافظة دهوك، فيما تم ايواء 72471 في داخل المناطق المحررة بالساحل الايسر (الشرقي) لمحافظة نينوى وكوكجلي.

بدأت القوات العراقية في 19 شباط/فبراير عملية كبيرة لاستعادة الجانب الغربي من الموصل الذي يعد اكثر اكتظاظا من القسم الشرقي، ومازال تحت سيطرة تنظيم الدولة.

واستولى التنظيم على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد في الهجوم الكاسح منتصف 2014، لكنه تراجع وخسر معظم الأراضي التي سيطر عليها.

وشنت القوات العراقية عملية عسكرية كبرى في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لاستعادة مدينة الموصل أكبر معاقله، أسفرت عن استعادة الجانب الشرقي من المدينة، وتخوض منذ 19 شباط/فبراير معارك في الجانب الغربي الأكثر اكتظاظا والذي وصلت إلى منتصفه.