بعد أسبوع من حالة الطوارئ وتعليق الدراسة تحسبًا من فيروس كورونا، هناك العديد من النقاط التي نحتاج للتنبيه عليها على وجه السرعة.
نقطة أولى: أطلق الناس في غزة على حالة الطوارئ "إجازة"، لكنهم في واقع العمل جعلوها "عيدًا"، فالغريب أنه منذ اليوم الأول من هذه الحالة تزاحم الناس إلى أماكن اللعب والترفيه، وشهدت الشاليهات الخاصة حجوزات نشطة، وازدادت حركة البيع والشراء على الملابس وانتعشت، وغيرها من مشاهد انتعاش الحركة الاقتصادية!
حقيقةً يجهل كثير من الناس معنى حالة الطوارئ، ولا يعون أهمية الحرص على النظافة والتقليل من الحركة غير اللازمة، وهذا عائد لسببين: الأول هو أن غزة لم تسجل بفضل الله تعالى إصابة أي حالة حتى اللحظة، وهذا دافع أمان لدى عامة الناس، والثاني هو أن أهل غزة اعتادوا على الأزمات، لذا فإن الوعي الغالب في غزة لا يرى أن خطر كورونا أشد فتكًا مما واجهوه من قبل، وهذا وإن كان تفكيرًا خطأ، فإنه هو المسيطر حتى الآن.
نقطة ثانية: كثيرون عبر السوشيال ميديا علقوا بأن غزة هي أكثر الأماكن أمنًا في العالم من وصول فايروس كورونا إليها، لأنها محاصرة منذ سنوات، بل إن بعضهم بدا في حديثه الحسد والنقمة!
صحيح أن أحد عوامل تأخر وصول الفايروس إلى غزة هو الحصار المفروض عليها منذ مدة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الفايروس لن يصل أبدًا، وإن كنا نتمنى ذلك، لكن في هذا الخطاب تقليل من شأن أكبر جريمة عقاب جماعي في العصر الحديث، والحصار لأكثر من مليوني إنسان في بقعة جغرافية ضيقة، وهو حجر سياسي لــ 14 عامًا، على شعبٍ عِلته الوحيدة -وفق المحاصِرين- أنه يقاتل لاسترداد أرضه وأخذ حقه.
نقطة ثالثة: إقبال الناس على شراء المعقمات والكمامات، والتكلف في إظهار حسن النظافة في أيامنا الحالية، هو تصرف له وعليه، له: في أن ينتبه الناس لكثير من سلوكياتنا التي لا تراعي معايير النظافة العامة والشخصية، وعليه: في فتح الباب واسعًا لاستغلال حاجة الناس لهذه المستلزمات الطبية البسيطة، وفي الاستخدام الخطأ لبعضها، أو استخدامها من باب الدعاية والتسويق.
نقطة/ نصيحة أخيرة: نحن نعيش في أكثف وأضيق بقعة سكانية في العالم، وفيما لو -لا قدر الله- اكتشفت كورونا في غزة، فإننا سنكون أمام تحدٍ صعب لمواجهة الفايروس والحد من انتشاره، وحينها لن يكون الأمر عيدًا أبدًا، أتمنى ألا يحدث ذلك.