باتت شوارع مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة خالية من المارة، بعد إعلان حالة الطوارئ إثر اكتشاف إصابات بفيروس "كورونا" (كوفيد 19).
وأعلنت حكومة محمد اشتية، في وقت سابق، إغلاق مدينة بيت لحم، ومنع التنقل منها وإليها إلا للحالات الطارئة، وإلغاء جميع حجوزات الوفود السياحية بسبب "كورونا" ما خلق حالة من البلبلة والهلع في صفوف المواطنين وسط تناقل أخبار مغلوطة عن انتشار الفيروس.
وفي حال استمرار الإضراب الشامل بسبب الفيروس أن يتراجع مستوى الفرد من الناتج المحلي في ظل ضعف القدرة الشرائية وقلة السيولة وعدم التوصل للعلاج للمرض، وفق مختصين دعوا للتحلي بالمسؤولية والروح الوطنية والالتزام بما تنشره الجهات ذات الاختصاص بما يتعلق بـ"كورونا".
وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف قال في وقت سابق: "إنه سيتم اتخاذ المقتضى القانوني بحق مثيري الإشاعات عن فيروس "كورونا"، مؤكداً أن مكتبه سجل مخالفات من قبل صحفيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وتداول معلومات مغلوطة دون التأكد منها".
حالة الطوارئ
ويرى الخبير الاقتصادي د.نصر عبد الكريم، أن فيروس "كورونا" وإعلان حالة الطوارئ أدى إلى تعطل مصالح تجارية واقتصادية كبيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في ظل تردي الوضع الاقتصادي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال عبد الكريم لصحيفة "فلسطين": "إن تفشي المرض وارتفاع عدد المصابين سيؤدي لتراجع نصيب الفرد من الدخل المحلي الإجمالي، وارتباك المشهد الاقتصادي وقتامته والحد من الحركة الاقتصادية وإغلاق بعض المناطق ما يؤدي لوقف إنتاج ونقل بعض السلع، إلى جانب نشر الشائعات ما سيساهم في خلق حالة من البلبلة والهلع لدى المواطنين وجلب مواد تموينية بكثرة وفقدانها من الأسواق".
وأضاف: "إن اقبال المواطنين على استهلاك بعض السلع التي تصلنا من الخارج سيؤدي لفقدانها من الأسواق، وسيزيد من حالة الهلع لدى المواطنين"، داعيًا المواطنين لشراء احتياجاتهم بالشكل المطلوب وعدم تخزينها لفترات طويلة لتجنب فقدان بعض السلع وارتفاع أسعارها بالأسواق.
ولفت عبد الكريم إلى أن القطاع التجاري والصناعي والسياحي والزراعي سيتأثر بشكلٍ كبير بسبب حالة الطوارئ، مرجعًا ذلك لأن تلك القطاعات ستشهد تراجعًا ملحوظًا بسبب الإضراب وعدم القدرة على التصدير، إلى جانب تسريح بعض العاملين خاصة في مجال الفندقة لتعطل السياحة.
وتوقع الخبير الاقتصادي أن يتراجع الاقتصاد الفلسطيني أسوة بالاقتصاد العالمي وأسواق المال بسبب فيروس "كورونا" لتعطل حركة الانتاج والتجارة خشية من المرض، لافتًا إلى أن العالم سيشهد أزمات اقتصادية متلاحقة لعدم القدرة على السيطرة على الفيروس.
ظرف طارئ
في حين حث الاخصائي النفسي يحيى العوضي، على اتباع الإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة والجهات المعنية في التعامل مع فيروس "كورونا"، وقال: "الوقائية خير من قنطار علاج".
ودعا العوضي خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى عدم نشر أو تدويل الشائعات الخاصة بالمرض واستقائها من مصادرها، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على المواطنين ويقلل نسبة التوتر والقلق في صفوفهم، وعدم تناول الموضوع والحديث به أمام الأطفال.
ورأى أن الحديث عن المرض وكيفية مواجهته سيخلق حالة من الرعب عند الأطفال تحديدًا، ومحاولة العمل على خلق حالة من الطمأنينة والهدوء في صفوفهم ودفعهم للحفاظ على نظافتهم الشخصية وممارسة اللعب معهم.
وللتخلص من حالة الخوف والهلع حث العوضي، على التعامل مع فيروس "كورونا" كظرف طارئ والتقيد بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، وإرشاد الأبناء والأهل عن المرض وطبيعته، ودعوة المواطنين لاتباع الإجراءات الوقائية، وعدم ترويج الاشاعات.