فلسطين أون لاين

يوسف حجازي.. قلم صادق واجه الاحتلال و"أوسلو" حتى الرمق الأخير

...
غزة/ طلال النبيه:

"رسالة إلى مفاوض غير مفوض، واجب وطني أن يكذب الإنسان من أجل وطنه، وخيانة وطنية أن يكذب الإنسان على وطنه"، و"ليس كل شيء له بديل، الوطن لا بديل له"، عبارات خطها الكاتب يوسف حجازي، عبر فيها عن رفضه التفريط بالوطن أو حقوق الفلسطينيين.

تلك المواقف الوطنية التي سجلتها شاشات التلفزة، ووثقتها الورش واللقاءات السياسية للكاتب الراحل حجازي، لم يكن آخرها ما خطه "السلام ينبع من فوهة البندقية.. قراءة تتطابق معرفيًّا مع التاريخ والسياسة والعلاقات الدولية".

الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، عبر عن حزنه لرحيل الكاتب حجازي، قائلًا: "كان أبًا لنا في لقاءاتنا السياسية موجهًا البوصلة الحقيقية نحو فلسطين ومقاومة الاحتلال، وصاحب المواقف الثقافية النضالية".

وقال العقاد في حديث لـصحيفة "فلسطين": "حجازي، أضاء للكتّاب الصاعدين الطريق بعمقه التاريخي، ووعيه الكبير في كل قضية تطرح للنقاش في الورش واللقاءات السياسية، وكان ملمًا بالتاريخ الفلسطيني ومجيدًا لمراحله المتعددة".

وأضاف: "أذكر أنه عندما يختار المداخلة في تلك اللقاءات، يختار أن تكون في نهاية المداخلات ليعطي لنا رأيًا سديدًا ووجيهًا ويوجه الحضور نحو الحقيقة التي يجب إعلانها برفض "أوسلو" وعدم بيع القضية الفلسطينية بأي الأثمان".

واستذكر في حديثه، أن رأي حجازي كان واضحًا بأن "أوسلو كانت البذرة والنواة لصفقة القرن الأمريكية، وكانت أولى مراحل تمييع وبيع القضية الفلسطينية".

تاريخ حافل

ولد الكاتب حجازي في 12/12/1942م، بقرية دير سنيد قضاء غزة، وهاجر من بلدته وهو ابن 5 سنوات، في حين حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1966، وعلى شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة عين شمس 1979م.

ويوضح نجله الصحفي لؤي في حديثه لـصحيفة "فلسطين" أن والده، خرج مع قوات أحمد الشقيري (جيش التحرير الفلسطيني) عام 1966 من قطاع غزة إلى مصر، وانتسب لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام 1969م، وعمل في القاهرة مسؤولًا لملف جرحى الثورة.

وأشار إلى أن والده انتقل إلى الأردن وعاصر "أيلول الأسود"، وانتقل إلى لبنان وعمل مسؤولًا إداريًّا في مشفى صبرا وشاتيلا المعروف بمشفى عكا، معاصرًا اجتياح الجنوب وحصار بيروت، ثم انتقل إلى الجزائر حيث عمل في قوات الـ17.

وذكر إلى أن الراحل انتقل إلى اليمن عام 1984م، حيث عمل مديرًا إداريًا لمشفى بيت المقدس بصنعاء التابع لـلهلال الأحمر الفلسطيني، ثم مديرًا للمعدات في المشفى، في حين عاد عام 1987م إلى الجزائر وتحوَّل من قوات الـ17 إلى مهنة التدريس.

وأوضح أن والده، عاد إلى أرض وطنه فلسطين، في 3/11/1994، حيث تم تجريده من رتبه العسكرية ووظيفته بسبب معارضته لاتفاق "أوسلو" ورفضه ترك أسرته دون راعٍ ومعيل في الجزائر.

وبعد سنوات عمل حجازي، باحثًا ومؤرخًا في المركز القومي للدراسات والتوثيق الفلسطيني، حيث كتب أيام فلسطينية لصالح المركز وأرخ التاريخ الفلسطيني يومًا بيوم، ثم انتقل للعمل في مركز التخطيط الفلسطيني كباحث ومؤرخ بدرجة رئيس قسم.

ألّف الكاتب حجازي، كتاب دير سنيد الاسم الحركي للنكبة، في حين نشرت له مجموعة من المقالات والكتب الصغيرة في الفكر والسياسة والتاريخ والاجتماع، وكان عضوًا في رابطة المحاربين القدامى، وعضوًا في جمعية أساتذة الجامعات والمثقفين، وعضوًا في رابطة الكتاب والأدباء، وعضوًا في التجمع الثقافي من أجل الديمقراطية.

رحل الكاتب حجازي صباح الثلاثاء 11/2/2020، متمسكًا بمواقفه الفلسطينية الوطنية الراسخة والرافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أو التمسك بأي أساليب التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي، ومؤكدًا ضرورة محاربة "صفقة القرن" الأمريكية.