فلسطين أون لاين

أهالي شهداء 2014: سئمنا انتظار الحلول ونحن على الأرصفة!

...
صورة أرشيفية لاعتصام أهالي شهداء 2014
غزة - نسمة حمتو

لم تجد مُنى قاسم أرملة الشهيد إسماعيل قاسم، أمام كمّ الالتزامات المادية الكبيرة تجاه أبنائها وبيتها، سوى الاعتصام قبالة مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بغزة للمطالبة باستحقاقات زوجها المالية، التي لم تصرف منذ استشهاد المعيل في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014م.

جلست قاسم في خيمة الاعتصام الأسبوعية لأهالي الشهداء والجرحى توجه رسائل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على أمل أن يتم النظر إلى أوضاعهم التي تسوء يومًا بعد آخر وما من مجيب.

قالت لعباس في بداية حديثها لـ"فلسطين": "هل رأيتنا ونحن نجلس تحت المطر نطالب بحقوقنا ولا تستجيب لنا؟ هل رأيتنا يوم العيد ونحن في اعتصامنا نطالب بحقوقنا؟".

وأضافت: "وعدتنا أكثر من مرة بالحصول على استحقاقاتنا ولكن للأسف لم نحصل عليها حتى الآن. إلى متى هذه المهزلة؟، أيعقل أن تجلس زوجة الشهيد بهذه الطريقة تتسول أمام المارة وهي لا تطلب سوى حقها؟".

وتابعت: "يا سيادة الرئيس نعيش ظروفًا صعبة أنا وأبنائي، لا نستطيع أن نعيش حياة كريمة. منزلي هدم وتشردنا إلى المدارس في الحرب الأخيرة, ولم أحصل على راتب يكافئ زوجي الشهيد على دمه الذي قدمه لفلسطين".

وترفض أرملة الشهيد تحجج السلطة الفلسطينية بالأوضاع المالية حيث تقول: "راتبنا (المفترض أن يتم صرفه) لا يساوي شيئا أمام رواتب السلطة التي تعتبر التزامًا عليكم. الشهداء أكرم منكم جميعًا أعطوهم حقوقهم، فأبناء الشهداء أمانة في أعناقكم".

الحال لم يختلف كثيرًا بالنسبة للحاجة أم ماهر عياد، والتي استشهد ثلاثة من أبنائها في عدوان 2014، حيث تشتكي كما تقول لـ"فلسطين" من أوضاع مادية سيئة بعد استشهاد المعيلين لها.

عياد طالبت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية بضرورة التحرك العاجل من أجل إيجاد حل لملف أهالي الشهداء، مشيرةً إلى أنها وابنها المصاب وزوجة ابنها المصابة يعانون أوضاعًا صعبة ولا يريدون سوى الحصول على حقوقهم.

وفي سياق متصل، تعاني نسرين النجار الأمرين بعد استشهاد والدها سليمان النجار والذي كان يعيل العائلة، حيث تقول: "جئت لاجئة من ليبيا هربًا من الواقع الصعب هناك، لأجد واقعًا أصعب في غزة. نعيش فقط على ما نحصل عليه من مساعدة الشئون الاجتماعية وهي لا تكفي أبدًا".

وطالبت النجار بإيجاد حل عاجل لمعاناة أسر الشهداء والجرحى الذين يطالبون منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات بالحصول على حقوقهم.

الناطق باسم أهالي الشهداء والجرحى، علاء البراوي، أفصح لـ"فلسطين"، أن هناك نقاشا حتى الآن في هذا الملف مع الفصائل، مشيراً إلى أنه على الرغم من الاتفاق على آلية خاصة لحل مشكلة أهالي الشهداء إلا أنه لم يحدث أي تغيير جديد على هذا الملف.

وأضاف أن أهالي الشهداء يوافقون على أية حلول تضمن حصولهم على حقوقهم جميعاً دون استثناء، لافتاً إلى أنهم استنفدوا كل طاقاتهم في المطالبة بحقوقهم.

في المقابل، قال مدير مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى محمد النحال، إنهم ينتظرون قرارًا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن يكون هناك ترجمة لحل الموضوع.

وأضاف: "نتابع بشكل حثيث هذا الموضوع ووعدونا أن يكون هناك حل قريب ونحن ننتظر".