يقترب حثيثًا فصل الشتاء، ببرودته المعهودة، وليله الطويل، وهو فصل يكثر فيه تناول الطعام لشعور الأشخاص بجوع متكرر، لكن كيف يمكن لربة المنزل تجهيز طعام صحي ومفيد لأفراد عائلتها يجعلهم يقبلون عليه بكل نفس راضية عوضًا عن أطعمة غير صحية؟
خبيرة التدبير المنزلي نجلاء الغلاييني تشرح في حديث مع صحيفة "فلسطين" طقوس الطعام الشتوية، قائلة: إن الشتاء له طقوسه الخاصة، ومن أهمها المحافظة على الدفء، إضافة إلى انشغال الأطفال بأجواء الدراسة، ويبدأ الليل باكرًا ويكون طويلًا، فيجب استثماره بما يتناسب مع طبيعته.
وتبين أن فصل الشتاء يبدأ بموسم الزيتون والزيت، داعية الأهل لمشاركة أطفالهم عملية تخزين الزيتون وكبسه.
وتشدد على أهمية حفظ الزيتون والمخللات في أوانٍ زجاجية لا بلاستيكية، لأنه يضاف إليه خل وحامض وليمون وملح، ومع الوقت يتحلل ويتفاعل، لينتج مواد سامة، ناصحة السيدات بعدم استخدام الصبغات، واستبدالها بمواد طبيعية تعطي ألوانًا كالكركم للون الأصفر، والبنجر للأحمر.
وتضيف خبيرة التدبير المنزلي: "المحافظة على صحة الطعام تعكس بالضرورة المحافظة على صحة الأسرة والفرد"، مبينة أهمية الانتباه للسعرات الحرارية، والانتباه لمكونات الطعام، وأن تتعلم ربة البيت من "ستات زمان"، بتجفيف الملوخية والثوم مثلاً، وغيرهما، وحفظها صحيًا، قبل الدخول في فصل الشتاء.
وبسؤالها: هل طرق الحفظ هذه تفقد الغذاء قيمته الغذائية؟ تنفي ذلك، متابعة: "ليس صحيحًا، وإن كانت تنقص قليلًا، لأنه سيمضي عليها وقت، لكنها لا تفقدها كاملًا، ويرجع ذلك لطريقة الحفظ، ومدة الحفظ، فالمربيات تحفظ بالسكر، والمخللات تحفظ بالملح".
ومن الضروري –كما تقول الغلاييني- في فصل الشتاء تعزيز الحمضيات في المأكولات والمشروبات، من باب تقوية المناعة في وجه تقلبات الطقس.
وتنصح الأم بالإكثار من الحلويات المنزلية، لما فيها من طاقة تدفع للدفء، كالكيك مثلًا، وتزيد من طاقته بوضع مكونات طبيعية، فبدلًا من الشكولاتة تضع القرفة مثلًا، وبدل القطر تسقيه بالعسل، وتضع المكسرات النيئة، وبالتالي تعلي من القيمة الغذائية، وتخفف من السكريات المكررة التي تسبب مشكلات صحية.
وتتابع: "في الشتاء تكثر حلويات العوامة والزلابية ولكن يجب التخفيف منها، واستبدالها بأشياء منزلية مفيدة".
وتوصي بضرورة الإكثار من الطبخات ذات اللون الأخضر، كالسبانخ، والكرنب، والمحاشي، والملفوف، والحمصيص، والسلق، والعدس، ومن الضروري الابتعاد عن كريمة الطهي وأي مواد دسمة، لأننا في غنى عنها.
وتختم الغلاييني بأهمية حضور طبق السلطة الخضراء في أكلات الشتاء.