فلسطين أون لاين

​الأسير بدوان.. 6 رصاصات تستقر في جسده منذ سنوات

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ طلال النبيه:

كان وقع جريمة إحراق مستوطنين عائلة دوابشة فجر 31 تموز (يوليو) 2015م بقرية دوما جنوب نابلس في الضفة الغربية صادمًا ومفجعًا على الفلسطينيين، ومنهم رائد بدوان المصاب بنحو خمسة أمراض، الذي بات كذلك ضحية لإرهاب الاحتلال.

وبزعم تنفيذ عملية دعس في شارع 60 قرب سنجل شمال رام الله، أطلقت قوات الاحتلال 12 رصاصة على سيارة بدوان (57 عامًا) الذي كان يقطن بقرية بدو شمال غرب مدينة القدس المحتلة.

ومنذ أربع سنوات يقبع بدوان المصاب بأمراض مزمنة، منها القلب والضغط والسكري، في سجن "عوفر".

أشرف بدوان نجل الأسير رائد يروي لصحيفة "فلسطين" ما جرى مع والده، بعد أسبوع واحد فقط من ارتكاب المستوطنين جريمة إحراق عائلة دوابشة.

ويقول أشرف الذي زار والده قبل أسبوعين: "أطلقت على أبي النار بكثافة، قرب قرية سنجل، بلغ عدد الرصاصات الموثقة لدى الجهات الحقوقية والرسمية 12 رصاصة"، ووصلت صور للعملية تظهر والده ملقى على الأرض وأنباء عن استشهاده.

جسده الصابر على أمراضه المزمنة استقر فيه نحو 12 رصاصة، مكث بعدها أشهرًا في العناية المكثفة بمستشفى "شعاري تسيدك"، وسط فوهات بنادق جنود الاحتلال الإسرائيلي، أخرج الاحتلال خلالها ست رصاصات، وترك الستة الأخرى مستقرة في أنحاء عدة من جسده.

وتستقر الرصاصات في ظهره ورقبته وصدره ويديه ورأسه، ما يتسبب بآلام حادة، تمنعه في أحيان كثيرة من الحركة لشدتها، في حين تكتفي ما يسمى "مصلحة السجون" بإعطائه مسكنات دون تقديم علاج حقيقي له.

أمنيات وآمال

وتتمنى زوجة الأسير خولة بدوان (53 عامًا) الممنوعة من زيارته تحت بند "مرفوض أمني" أن يتوافر له العلاج المناسب والعاجل، لتدهور حالته الصحية بين وقت وآخر، موضحة أنه أجري له عمليتا قسطرة قلبية قبيل أسره.

ويتمتع الأسير بدوان بمعنويات عالية، يشاركه فيها نجله عبد الله الأسير إداريًّا منذ سنة، وجدد له ثلاث مرات، لكن يبقى علاجه مطلبًا ملحًّا.

وتأمل زوجة الأسير رائد الإفراج عنه في صفقة تبادل للأسرى، إذ حكم عليه الاحتلال الإسرائيلي بالسجن 35 سنة، ويحاول المحامي تخفيض محكوميته إلى 18 سنة.

وتستذكر زوجته ما قام به من وليمة كبيرة في متنزه قرية بدّو، لأخته المقيمة في الأردن التي زارته برفقة أبنائها قبل يوم من أسره.

ولا تزال تحلم بأن يتحقق ما طلبه زوجها أن يجلسا معًا ويأكلا أوراق العنب المحشوة بالأرز (الدوالي)، إذ طلبها قبل ذهابه إلى عمله، وكانت تجهزها له قبيل أسره الذي تفاجأت به، حسب قولها.

وتدعو زوجة الأسير المؤسسات الحقوقية والصحية المحلية والدولية، للمساعدة في تقديم العلاج له، لكونه يعاني أمراضًا مزمنة، وست رصاصات تستقر في جسده، موضحة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يرفض ويمنع إزالة الرصاصات من جسده.

وتختم حديثها بتأكيد أهمية التكاتف والدعم الشعبي للأسرى وذويهم في سبيل تحقيق مطالبهم العادلة: الحياة الكريمة، والحرية المنشودة التي يحلمون بها طوال ليالي وسنوات الأسر.