فلسطين أون لاين

النائب محمد أبو طير: حائط البراق "على ذيل اهتمامات" السلطة في رام الله

...
رام الله-غزة/ أحمد المصري

شدد النائب المقدسي المبعد عن مدينة القدس المحتلة محمد أبو طير على أهمية حائط البراق وعظم مكانته، عادًّا في الوقت نفسه إياه "على ذيل اهتمامات السلطة" برام الله.

ورأى أبو طير -وهو نائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح- في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أن هذه المكانة لابد أن تحظى باهتمام كبير من الأمة كافة، والسلطة الفلسطينية، في ظل الجهد والعمل المتواصل للاحتلال الإسرائيلي للترويج لمزاعمه عن حائط البراق، الذي هو جزء من السور الغربي للأقصى.

لكنه بين أن السلطة تمارس تجاه حائط البراق "مبالاة واضحة"، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن هذا الحائط لا شأن لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد.

وقال أبو طير: "إن حائط البراق هو جزء أصيل من المسجد الأقصى، ولا يمكن بأي صورة من الصور فصله عنه"، مؤكدًا أن مزاعم الاحتلال وإجراءاته لن تغير من الصورة الحقيقية التي تؤكد نسبه إلى المسلمين.

وذكر أن السلطة كان بإمكانها الاتكاء على هذا الاعتراف والإقرار من (يونسكو) بشأن حائط البراق، والضغط على الاحتلال بطرق مختلفة، مضيفًا: "لكن الأمر لم يصل إلى ذلك مطلقًا".

وبين أبو طير أن عدم اهتمام السلطة بحائط البراق لا يمكن اجتزائه من عدم اهتمامها بصورة عامة بمقدسات القدس، ومدينة القدس المحتلة نفسها، قائلًا: "السلطة بدت أنها لا تملك أي ورقة قوة تجاه القدس والبراق والمقدسات".

وأكد أن السلطة كما يشير الواقع في القدس عاجزة وغائبة في الوقت نفسه، في حين تبدو مهتمة بملفات أخرى في الضفة الغربية، مشددًا على أن القدس والمقدسات الدينية الإسلامية والعربية تعيش في واقع لا يتوافر فيه دعم السلطة.

ورأى أبو طير أن خلو الساحة من أي مساندة ودعم للقدس ومقدساتها من قبل السلطة شجع اليهود والأجانب على تحويله إلى مكان يقتحمونه دائمًا، في إطار مزاعمهم بشأن حائط البراق، وإيصال رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم لن يسيطروا بعد ذلك عليه.

ولفت إلى أن الاحتلال يضع حائط البراق على قائمة ما يسميها "المعالم اليهودية"، ويزيف المعلومات عنه.

ونبه إلى أن استيلاء الاحتلال على حائط البراق كان الخطوة الأولى على صعيد تهويد المكان كله، محذرًا من مخططات تقسيم الأقصى.

وكذلك حذر أبو طير من أن القدس تعيش في الوقت الراهن في أخطر مرحلة في تاريخها، إذ عقلية الاحتلال الإسرائيلي تعمل جاهدة على إلغاء طابع هذه المدينة وتهويدها، متجاوزة قدسيتها لدى المسلمين.

وأكد أن الاحتلال يسعى إلى تهويد المدينة حجرًا حجرًا، ويرمي إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة ما يسمى "الهيكل" على أنقاضه، مع طرد وتهجير المقدسيين، وحصار من تبقى منهم وعزلهم عن بعدهم وعمقهم الفلسطيني والعربي.

ويشار إلى أن مساحة المسجد الأقصى نحو 144 دونمًا (الدونم ألف متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة البلدة القديمة، وشكله مضلع أو شبه مستطيل غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491 مترًا، والشرقي 462 مترًا، والشمالي 310 أمتار، والجنوبي 281 مترًا.